إِخَاءٌ (١)، فَأُتِيَ بِطَعَامِ فِيهِ لَحْمُ دَجَاجٍ، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ جَالِسٌ أَحْمَرُ فَلَمْ يَدْنُ مِنْ طَعَامِهِ، قَالَ: ادْنُ فَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَأْكُلُ مِنْهُ- قَالَ: إنِّي رَأَيْتُهُ يَأكُلُ شَيْئاً (٢) فَقَذِرْتُهُ (٣)، فَحَلَفْتُ أَنْ لَا آكُلَهُ. فَقَالَ: ادْنُ (٤) أُخْبِرْكَ -أَوْ أحَدِّثْكَ-: إِنِّي أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي نَفَرٍ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ، فَوَافَقْتُهُ وَهُوَ غَضْبَانُ، وَهُوَ يَقْسِمُ نَعَماً مِنْ نَعَمِ (٥) الصَّدَقَةِ، فَاسْتَحْمَلْنَاهُ (٦)، فَحَلَفَ أَنْ لَا يَحْمِلَنَا، قَالَ:"مَا عِنْدِي مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ"! ثُمَّ أُتِيَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِنَهْبٍ (٧) مِنْ إِبِلٍ فَقَالَ: "أَيْنَ الأَشْعَريُّونَ؟
"فَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ" في نـ: "فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ". "يَأْكُلُ شَيْئاً" في نـ: "أَكَلَ شَيْئاً". "ادْنُ أُخْبِرْكَ" في سـ، حـ، ذ: "إِذَنْ أُخْبِرَكَ". "أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ" كذا في عسـ، ذ، وفي نـ: "أَتَيْتُ النَّبِيَّ".
===
الكشميهني: "وكان بيننا وبين هذا الحي" تؤيد ما قاله السفاقسي إلا أن المعنى غير صحيح، وفي آخر "كتاب التوحيد" (ح: ٧٥٥٥) عن زهدم قال: "كان بين هذا الحي من جرم وبين الأشعريين ودٌّ وإخاء" وهذه الرواية هي المعتمدة، كما قاله في "الفتح" (٩/ ٦٤٠)، "قس" (١٢/ ٣٢١).
(١) أي: مؤاخاة، "ك" (٢٠/ ١٠٦).
(٢) أي: من النجاسة، يعني: كانت جلالة، "ك" (٢٠/ ١٠٦).
(٣) أي: كرهته، "ك" (٢٠/ ١٠٦).
(٤) فيه جواز أكل الدجاج إنسيُّه ووحشيُّه، وهو بالاتفاق إلا عن بعض المتعمقين على سبيل الورع، إلا أن بعضهم استثنى الجلّالة وهي ما تأكل الأقذار، "ف" (٩/ ٦٤٨)، قال أبو حنيفة: الدجاجة تخلط، والجلالة لا تأكل غير القذرة، "عيني" (١٤/ ٥٢٣).