قوله:"أما الظاهران" قال القاضي: الحديث يدل على أن أصل سدرة المنتهى في الأرض لخروج النيل والفرات من أصلها. وقال ابن الملك: يحتمل أن يكون المراد منهما ما عرفا بين الناس، ويكون ماؤهما مما يخرج من أصل السدرة وإن لم يدرك كيفيته، وأن يكون من باب الاستعارة في الاسم بأن شبههما بنهري الجنة في الهضم والعذوبة، أو من باب توافق الأسماء بأن يكون اسما نهري الجنة موافقين لاسمي نهري الدنيا، وفي "شرح مسلم": قال مقاتل: الباطنان هما السلسبيل والكوثر، والظاهران: النيل والفرات يخرجان من أصلها، ثم يسيران حيث أراد الله تعالى، ثم يخرجان من الأرض ويسيران فيها، وهذا لا يمنعه شرع ولا عقل، وهو ظاهر الحديث، فوجب المصير إليه، "مرقاة شرح المشكاة"(١٠/ ١٦٣)، وكذا في "اللمعات شرح المشكاة".
(١) قيل: هما السلسبيل والكوثر، "ك"(٢٠/ ١٥٧).
(٢) قوله: (بثلاثة أقداح) وقد مرَّ عن قريب أنه قدحان، ولا تنافي بينهما لأن مفهوم العدد لا اعتبار له مع احتمال أن القدحين كانا قبل رفعه إلى سدرة المنتهى، والثلاثة بعده، "ع"(١٤/ ٦٠٩).
(٣) أي: علامة الإسلام والاستقامة، "ع"(١٤/ ٦٠٩).
(٤) قوله: (أصبت الفطرة (١)) قال ابن المنير: ذكر السر في عدوله عن
(١) إشارة إلى ما مر في "كتاب الأشربة" (برقم: ٥٥٧٦) من قول جبرئيل: "ولو أخذت الخمر غوت أمتك".