للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَأَصبِحُوا عَلَيْهِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَفِرَارًا (١) مِنْ قَدَرِ اللَّهِ (٢)؟ فَقَالَ عُمَرُ: لَوْ غَيرُكَ قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ (٣)! نَعَمْ، نَفِرُّ (٤) مِنْ قَدَرِ اللَّهِ إلَى قَدَرِ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ إبِل هَبَطَتَّْ وَادِيًا لَهُ عُدْوَتَانِ (٥)، إحْدَاهُمَا خَصْبَةٌ، وَالأُخْرَى جَدبَةٌ، أَلَيْسَ إنْ رَعَيْتَ الْخَصبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ، وَإِنْ رَعَيتَ الْجدبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّه (٦)؟! قَالَ: فَجَاءَ عَبدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَكَانَ مُتَغَيِّبًا (٧)

"أَبُو عُبَيْدَةَ" في نـ: "أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجرَّاحِ". "لَو كَانَ لَكَ" في ذ: "لَو كَانَتْ لَكَ". "خَصِْبَةٌ" في نـ: "خَصِيبَةٌ" (٨).

===

(١) أي: أترجع فرارًا من قدر اللّه؟ "ف" (١٠/ ١٨٥).

(٢) قوله: (قدر اللّه) فإن قلت: ما الفرق بين القضاء والقدر؟ قلت: القضاء: عبارة عن الأمر الكلي الإجمالي الذي حكم اللّه به في الأزل. والقدر: عبارة عن جزئيات ذلك الكلي ومفصلات ذلك المجمل التي حكم اللّه بوقوعها واحدًا بعد واحد في الإنزال، "ع" (١٤/ ٧٥٩).

(٣) قوله: (لو غيرك قالها يا أبا عبيدة) أي: لعاقبته، أو: لكان أولى منك بذلك، أو: لم أتعجب منه، أو هي للتمني فلا يحتاج إلى جواب، والمعنى: أن غيرك ممن لا فهم له إذا قال ذلك يعذر. [انظر "الفتح" (١٥/ ١٨٥)].

(٤) أطلق عليه فرارًا لشبه في الصورة، وإن كان ليس فرارًا شرعًا، "ع" (١٤/ ٧٠٩).

(٥) بضم المهملة وكسرها: طرفان، "ك" (٢١/ ١٦).

(٦) يعني: الكل بتقدير الله تعالى، فرجوعنا أيضًا بقدر اللّه، كذا في "ك" (١٦/ ٢١).

(٧) أي: لم يحضر معهم المشاورة المذكورة، "ف" (١٥/ ١٨٦).

(٨) بوزن عظيمة، وحكى ابن التين سكون الصاد بغير ياء، "ف" (١٠/ ١٨٦). الخصب بالكسر: نقيض الجدب، "ع" (١٤/ ٧٠٩). الخصب بالكسر: كثرة العشب، "قاموس" (ص: ٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>