للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى خَيبَرَ فَسِرنَا لَيلًا، فَقَالَ رَجُلٌ (١) مِنَ الْقَوْمِ لِعَامِرِ بْنِ الأَكْوَعِ: أَلَا تُسمِعُنَا (٢) مِنْ هُنَيهَاتِكَ (٣)! وَكَانَ عَامِرٌ رَجُلًا شَاعِرًا، فَنَزَلَ يَحْدُو بِالْقَوْمِ وَيَقُولُ:

"هُنَيهَاتِكَ" في هـ، ذ: "هُنيَّاتِكَ". "وَكَانَ عَامِرٌ" في نـ: "قَالَ: وَكَانَ عَامِرٌ".

===

(١) هو عمر بن الخطاب، "مقدمة" (ص: ٣٣١).

(٢) من الإسماع، "ع" (١٥/ ٢٨٢).

(٣) قوله: (من هنيهاتك) جمع هنيهة، ويروى بتشديد الياء آخر الحروف بعد النون، قال الكرماني (٢٢/ ٢٠): جمع الهنية مصغر الهنة، إذ أصلها: هنو، وهي: الشيء الصغير، والمراد بها الأراجيز. وقال الجوهري: هَنٌ على وزن أخ كلمة كناية، ومعناه: الشيء، وأصله: هنو، وتقول للمرأة: هنة، وتصغيرها: هنية، تردها إلى الأصل، وقد تبدل من الياء الثانية هاء، فيقال: هنيهة. "يحدو" أي: يسوق. والرواية: "اللَّهم"، والموزون: لا هُمَّ، "فدىً لك" أي: لرسولك، قال المازري: لا يقال لله: "فدى لك" لأنه إنما يستعمل في مكروه يتوقع حلوله بالشخص فيختار شخص آخر أن يحل ذلك به، ويفديه منه، فهو إما مجاز عن الرضا كأنه قال: نفسي مبذولة لرضاك، أو هذه الكلمة وقعت في البيت خطابًا لسامع الكلام. ولفظ: "فدىً" مقصور وممدود ومرفوع ومنصوب. قوله: "اقتفينا" اتبعنا أثره، قال ابن بطال: اغفر ما ارتكبنا من الذنوب، و"فدى لك" دعاء أي: يفديه الله من عقابه على ما اقترف من ذنوبه، كأنه قال: اغفر لي وأفدني منه فداءً لك - أي: من عندك - فلا تعاقبني به، ولفظ "لك" تبيين لفاعل الفداء المعنى بالدعاء، أي: اللام للتبيين نحو لام: "هيت لك"، وفي بعضها "اتقينا" أي: افدنا من عقابك فداءً ما اتقينا من الذنوب أي: ما تركناه مكتوبًا علينا.

<<  <  ج: ص:  >  >>