للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي (١) يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ: لَا إِنهَ إِلَّا اللَّه خَالِصًا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ (٢) ". [راجع: ٩٩].

٦٥٧١ - حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ (٣)، عَنْ مَنْصُورٍ (٤)، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (٥)، عَنْ عَبِيدَةَ (٦)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (٧) قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنِّي لأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا، وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا:

"حَدَّثَنِي عُثْمَانُ" في نـ: "حدثنا عثمان ".

===

(١) قوله: (أسعد الناس بشفاعتي) والمراد بهذه الشفاعة المسؤول عنها ها هنا بعض أنواع الشفاعة، وهي التي يقول -صلى الله عليه وسلم-: أمتي أمتي، فيقال له: "أخرج من النار من في قلبه وزن كذا من الإيمان "، فاسعد الناس بهذه الشفاعة من يكون إيمانه أكمل ممن دونه. وأما الشفاعة العظمى في الإراحة من كرب الموقف، فأسعد الناس بها من يسبق إلى الجنة، وهم الذين يدخلونها بغير حساب، ثم الذين يلونهم. والحاصل: أن في قوله: "أسعد" إشارة إلى اختلاف مراتبهم في الإخلاص، وبهذا التقرير يظهر موقع قوله: "أسعد" وأنها على بابها من التفضيل، ولا حاجة إلى قول بعض الشراح: الأسعد هنا بمعنى السعيد، لكون الكل يشتركون في شرطية الإخلاص، لأنا نقول: يشتركون فيه لكن مراتبهم فيه متفاوتة. وقال البيضاوي: يحتمل أن يكون المراد من ليس له عمل يستحق به الرحمة والخلاص؛ لأن احتياجه إلى الشفاعة أكثر وانتفاعه بها أوفى، كذا في "الفتح" (١١/ ٤٤٣).

(٢) أي: من جهة نفسه طائعًا مختارًا، "قس" (١٣/ ٦٦١).

(٣) ابن عبد الحميد، "ع" (١٥/ ٦٣٢).

(٤) ابن المعتمر، "ع" (١٥/ ٦٣٢).

(٥) النخعي.

(٦) السَّلماني، "ع " (١٥/ ٦٣٢).

(٧) ابن مسعودٍ، "ع" (١٥/ ٦٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>