"لَا يَتَخَيَّلُ" في نـ: "لَا يَتَمَثَّلُ" - أي: لا يحصل له مثال صورتي ولا يتشبه بي، "ك" (٢٤/ ١٠٦) -.
===
الصحيح أنه رآه حقيقة، سواء كان على صفته المعروفة أو غيرها لما ذكره المازري (١). قال القاضي: قال بعض العلماء: وخص الله سبحانه وتعالى النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن رؤية الناس إياه صحيحة وكلها صدق، ومنع الشيطان أن يتصور في خلقته لئلا يكذب على لسانه في النوم، كما خرق الله تعالى العادة للنبي - صلى الله عليه وسلم - بالمعجزة، وكما استحال أن يتصور الشيطان في صورته في اليقظة، ولو وقع لاشتبه الحق بالباطل، ولم يوثق بما جاء به مخافة من هذا التصور، فحماها الله تعالى من الشيطان ونزغه ووسوسته وإلقائه وكيده، قال: وكذا حمى رؤيا هم بأنفسهم.
قال القاضي: واتفق العلماء على جواز رؤية الله تعالى في المنام وصحتها، ولو رآه الإنسان على صفة لا تليق بحاله من صفات الأجسام؛ لأن ذلك المرئي غير ذات الله تعالى، إذ لا يجوز عليه التجسم ولا اختلاف الأحوال بخلاف رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال ابن الباقلاني: رؤية الله تعالى في المنام خواطر في القلب، وهي دلالات للرائي على أمور مما كان أو يكون كسائر المرئيات، والله تعالى أعلم، "نووي" (٨/ ٢٩)، [انظر "فتح الباري" (١٢/ ٣٨٧)].
(١) تَخَيَّلَ الشيء له: تشبّه، "قاموس" (صـ: ٩١٧). [انظر "فتح الباري" (١٢/ ٣٨٧) و"بذل المجهود" وهامشه (١٣/ ٤١٩) وفيه: أجمل الكلام النووي (٨/ ٣٠)، والدمنتي (ص: ٣٣٥) إلخ. وما قيل في معناه:
(١) في "الكوكب الدري" (٣/ ١٩٦): والاختلاف فيه حينئذ يرجع إلى اختلاف حال الرائي بحسب إيمانه ونياته وأموره الباطنية.