للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَدَلَّاهُمَا فِي الْبِئْرِ، فَامْتَلأَ الْقُفُّ فَلَم يَكُنْ فِيهِ مَجْلِسٌ، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ فَقُلْتُ: كَمَا أَنْتَ (١) حَتَّى أَستَأْذِنَ لَكَ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "ائْذَن لَه، وَبَشِّرهُ بِالْجَنَّةِ، مَعَهَا بَلَاءٌ يُصِيبُهُ" (٢). فَدَخَلَ فَلَم يَجِدْ مَعَهُم مَجْلِسًا، فَتَحَوَّلَ حَتَّى جَاءَ مُقَابِلَهُم (٣) عَلَى شَفَةِ الْبِئْرٍ، فَكَشَفَ عَنْ سَاقَيهِ ثُمَّ دَلَّاهُمَا (٤) فِي الْبِئْرِ، فَجَعَلْتُ أَتَمَنَّى أخًا لِي (٥)

"فَامْتَلأَ" في هـ، ذ: "وامْتَلأَ". "ثُمَّ دَلَّاهُمَا" في نـ:

"فَدَلَّاهُمَا".

===

(١) أي: قف واثبت كما أنت عليه، "ك" (٢٤/ ١٧٢).

(٢) قوله: (معها بلاء يصيبه) وهو البلية التي صار بها شهيد الدار. ومطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: "وبشِّره بالجنة معها بلاء يصيبه" وهذا من جملة الفتن التي تموج كموج البحر، ولهذا خصه عليه السلام بالبلاء ولم يذكر ما جرى على عمر - رضي اللّه عنه -، لأنه لم يمتحن مثل ما امتحن عثمان - رضي اللّه عنه - من التسلط عليه ومطالبة خلع الإمامة والدخول على حرمه ونسبة القبائح إليه، "ع" (١٦/ ٣٦١ - ٣٦٢). وقال في "الفتح" (١٣/ ٥١): "بلاء يصيبه": هو ما وقع له من القتل الذي نشأت عنه الفتن الواقعة بين الصحابة في الجمل ثم في صفين وما بعد ذلك. قوله: "فتأوّلت … " إلخ، أي: "فسَّرتُ ذلك بقبورهم، وذلك من جهة كونهما مصاحبين له مجتمعين عند الحضرة المباركة التي هي أشرف بقاع الأرض لا من جهة أن أحدهما عن اليمين والآخر عن اليسار، وأما عثمان - رضي اللّه عنه - فهو في البقيع مقابلًا لهم، "ك" (٢٤/ ١٧٢)، "ع" (١٦/ ٣٦٢).

(٣) اسم مكان - فتحًا -، واسم فاعل كسرًا، "ع" (١٦/ ٣٦٢)، "ك" (٢٤/ ١٧٢).

(٤) أي: أرسلهما فيها، "ك" (٢٤/ ١٧٢).

(٥) هو أبو بردة.

<<  <  ج: ص:  >  >>