للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَه، وَحَتَّى يَعْرِضَهُ فَيَقُولَ الَّذِي يَعْرِضُهُ عَليْهِ: لَا أَربَ (١) لِي (٢) بِهِ. وَحَتَّى يَتَطَاوَلَ النَّاسُ فِي الْبُنْيَانِ، وَحَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبرِ

"لَا أِربَ لِي بِهَ" زاد في ذ: "فِيهِ".

===

الياء وكسر الهاء وبفتح الياء وضم الهاء، وحينئذ يكون الرب فاعلًا، أي: يقصد. قوله: "من يقبل" فإن قلت: ظاهره أن يقَالَ: "من لا يقبل"، قلت: يريد به من شأنه أن يكون قابلًا لها، "ك" (١٨٤/ ٢٤ - ١٨٥).

قوله: "حتى يكثر … " إلخ، إشارة إلى ما وقع من الفتوح واقتسامهم أموال الفرس والروم في زمن الصحابة. قوله: "فيفيض حتى يهم … " إلخ، إشارة إلى ما وقع في زمن عمر بن عبد العزيز، لأنه وقع في زمنه أن الرجل يعرض ماله للصدقة فلا يجد من يقبل صدقته. وقوله: "لا أرب لي" إشارة إلى ما يبلغ في زمن عيسى عليه السلام، "ع" (١٦/ ٣٧٨ - ٣٧٩).

قوله: "وحتى يتطاول … " إلخ، وهي من العلامات التي وقعت عن قرب من زمن النبوة. ومعنى التطاول في البنيان: أن كلًّا ممن يبني بيتًا يريد أن يكون ارتفاعه أعلى من ارتفاع الآخر، ويحتمل أن يكون المراد المباهاة به في الزينة والزخرفة، أو أعم من ذلك، وقد وجد الكثير من ذلك وهو في ازدياد، "ف" (١٣/ ٨٨).

قوله: "يليط حوضه" بفتح أوله من الثلاثي، وبضمه من الرباعي، والمعنى: يصلحه بالطين والمدر فيسد شقوقه ليملأه ويسقي منه دوابه، يقال: لاط الحوض يليطه إذا أصلحه بالمدر ونحوه، ومنه قيل: اللائط لمن يفعل الفاحشة، وجاء في مضارعه يلوط تفرقةً بينه وبين الحوض، وحكى القزاز في الحوض أيضًا يلوط، والأصل في اللوط اللصوق، "ف" (١٣/ ٨٨).

(١) بفتحتين وبكسر أوله وسكون ثانيه، كذا في "المجمع" (١/ ٦٣).

(٢) أي: لا حاجة لي.

<<  <  ج: ص:  >  >>