للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْعَاقِبَةُ، وَسَأَلْتُكَ بِمَاذَا يَأْمُرُكُمْ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَيَنْهَاكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ، وَيَأْمُرُكُمْ بِالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ وَالْعَفَافِ وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ، قَالَ: وَهَذِهِ صِفَةُ نَبِيٍّ، قَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارجٌ، وَلَكِنْ لَمْ أَظُنَّ أَنَّهُ مِنْكُمْ، وَإِنْ يَكُ مَا قُلْتَ حَقًّا، فَيُوشِكُ أَنْ يَمْلِكَ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ، وَلَوْ أَرْجُو أَنْ أَخْلُصَ (١) إِلَيهِ لَتَجَشَّمْتُ (٢) لُقِيَّهُ (٣)، وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ قَدَمَيْهِ. قَالَ أَبُو سُفْيَانَ:

"بِمَاذَا يَأْمُرُكُمْ" في نـ: "مَاذَا يَأْمُرُكُمْ". "وَالصَّدقةِ" في سـ، حـ: "وَالصِّدْقِ"، [وذكر في "قس" الكشميهني بدل المستملي]. "صِفَةُ نَبِيٍّ" كذا في سـ، هـ، ذ، كما في "قس"، وفي نـ: "صِفَةُ النَّبِيِّ". "لَمْ أَظُنَّ" في هـ، ذ: "لَمْ أَعْلَمْ"، وفي نـ: "لَمْ أَكُنْ أَظُنّ". "لُقِيَّهُ" في هـ، ذ: "لِقَاءَهُ".

===

(١) قوله: (أن أخلص) بضم اللام، أي: أَصِلَ، يقال: خلص إلى كذا، أي: وصل إليه، قاله العيني (١/ ١٣٩).

(٢) قوله: (لتجشمت) بالجيم والشين المعجمة، أي: تَكَلَّفْتُ على مشقة لقائه، أي: حملت نفسي على الارتحال إليه لو كنت أستيقن الوصول، لكني أخاف أن يعوقني عليه عائق، فأكون قد تركت ملكي ولم أصل إلى خدمته. فإن قلت: هل يُحْكَم بإيمان هرقل؟ قلت: لا يحكم به؛ لأنه ظهر منه ما ينافيه، بخلاف إيمان ورقة؛ فإنه لم يظهر منه ما ينافيه، هذا هو على ظاهر الحال، قال النووي: لا عذر له فيما قال: "لو أعلم لَتَجَشَّمْتُ" لأنه قد عرف صدق النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنما شحَّ بالملك ورغب في الرئاسة فآثرهما على الإسلام، وقد جاء ذلك مصرّحًا به في "صحيح البخاري"، ولو أراد الله هدايته لَوَفَّقه كما وفق النجاشي وما زالت عنه الرئاسة، كذا في "الكرماني" (١/ ٦٠) و"العيني" (١/ ١٣٩).

(٣) بضم اللام وكسر القاف وشدة التحتية.

<<  <  ج: ص:  >  >>