للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَلَيْهِ جُبَّةٌ مُتَضَمِّخٌ (١) بِطِيبٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ تَرَى فِي رَجُلٍ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ فِي جُبَّةٍ بَعْدَ مَا تَضَمَّخَ (٢) بِالطِّيبِ؟ فَأَشَارَ عُمَرُ إِلَى يَعْلَى بِيَدِهِ أَنْ تَعَالَ، فَجَاءَ يَعْلَى فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ (٣)، فَإِذَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مُحْمَرُّ الْوَجْهِ، يَغِطُّ (٤) كَذَلِكَ سَاعَةً، ثُمَّ سُرِّيَ (٥) عَنْهُ فَقَالَ: "أَيْنَ الَّذِي يَسْأَلُنِي عَنِ الْعُمْرَةِ آنَفًا؟ ". فَالْتُمِسَ (٦) الرَّجُلُ فَأُتِيَ بِهِ فَقَالَ: "أَمَّا الطِّيبُ الَّذِي بِكَ فَاغْسِلْهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (٧)، وَأَمَّا الْجُبَّةُ فَانْزِعْهَا،

"بِالطِّيبِ" في ذ: "بِطيبٍ".

===

(١) قوله: (متضمخ) أي متلطخ، وهو صفة "أعرابي" المرفوع، أو خبر مبتدإٍ محذوف، أي: هو متضمخ، "قس" (٩/ ٣٥٩).

(٢) أي: تلطخ.

(٣) أي: ليرى النبي - صلى الله عليه وسلم - حال نزول الوحي.

(٤) قوله: (يغط) بكسر المعجمة وتشديد المهملة، أي يتردّد صوت نفسه كالنائم من شدة ثقل الوحي. قوله: "ثم سري عنه" أي كُشِفَ عنه ما يتغشاه من ثقل الوحي، "قس" (٩/ ٣٥٩).

(٥) بخفة الراء وقد تشدد، أي: كُشِفَ.

(٦) بضم التاء، أي: طُلِب.

(٧) قوله: (ثلاث مرات) العامل فيه إمَّا قوله: "فاغسله" وهو أقرب الفعلين، أو "فقال". وكانت القصة بالجعرانة سنة ثمان، وقد قالت عائشة - رضي الله عنها -: "طيَّبتُه في حجة الوداع" أي سنة عشر، فهو ناسخ للأول، كذا في "القسطلاني" (٩/ ٣٥٩). قال في "الهداية" (١/ ١٣٤ - ١٣٥): والممنوع عنه التطيب بعد الإحرام، والباقي كالتابع له لاتصاله [به]، بخلاف الثوب فإنه مباين عنه. وعن محمد رحمه الله: أنه يكره إذا تطيب بما تبقى عينه بعد الإحرام، وهو قول مالك والشافعي؛ لأنه منتفع بالطيب بعد

<<  <  ج: ص:  >  >>