للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا (١)، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ (٢)، ثَلَاثٌ (٣) مُتَوَالِيَاتٌ" ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ، أَيُّ شَهْرٍ هَذَا (٤)؟

"ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ" كذا في سـ، حـ، ذ، وفي نـ: "ثَلَاثَهٌ مُتَوَالِيَاتٌ".

===

استدارةً مثلَ حالته يوم خلق الله السموات. ودار واستدار بمعنى: طاف حول الشيء [و] إذا عاد إلى الموضع الذي ابتدأ منه (١). والمعنى أن العرب كانوا يؤخرون المحرم إلى صفر، وهو النسيء المذكور في القرآن في قوله تعالى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} [التوبة: ٣٧] ليقاتلوا فيه، ويفعلون ذلك كل سنة بعد سنة فينتقل المحرم من شهر إلى شهر حتى جعلوه في جميع شهور السنة، فلما كانت تلك السنة قد عاد إلى زمنه المخصوص به قبلُ، "طيبي" (٥/ ٣١٦)، "قس" (٩/ ٤٣٥).

(١) جملة مُبيِّنة للجملة الأولى، "قس" (٩/ ٤٣٥).

(٢) جمع حرام، أي: يحرم فيها القتال، "قس" [انظر "العيني" (١٤/ ٥٥٤)].

(٣) قوله: (ثلاث) إنما حذف التاء من العدد باعتبار أن الشهر الذي هو واحد الأشهر بمعنى الليالي، فاعتبر لذلك تأنيثه. قوله: "ورجب مضر" عطف على قوله: "ثلاث"، وأضافه إلى مضر؛ لأنها كانت تحافظ على تحريمه أشد من محافظة سائر العرب، ولم يكن يستحله أحد من العرب. وقوله: "الذي بين جمادى وشعبان" ذكره تأكيدًا وإزاحة للريب الحادث فيه من النسيء، "طيبي" (٥/ ٣١٧)، "قسطلاني" (٩/ ٤٣٥).

(٤) هذا تمهيد وتأسيس لبيان المقصود، وتقريره في أذهانهم، وليس المقصود حقيقة الاستفهام، "لمعات".


(١) في الأصل: "الذي في مبتدأ منه".

<<  <  ج: ص:  >  >>