للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَالَةً (١) يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ، وَلَسْتَ تُنْفِقُ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إلَّا أُجِرتَ بِهَا، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَجْعَلُهَا فِي فِي امْرَأَتِكَ (٢) ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُخَلَّفُ بَعْدَ أَصْحَابِي؟ قَالَ: "إنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ فَتَعْمَلَ عَمَلًا تَبتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ إلَّا ازْدَدْتَ بِهِ دَرَجَةً وَرِفْعَةً، وَلَعَلَّكَ تُخَلَّفُ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ، اللَّهُمَّ أَمْضِ لأَصحَابِي هِجْرَتَهُمْ، وَلَا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ. لَكِنَّ الْبَائِسَ (٣) (٤)

===

من المشركين والمنافقين. قوله: "أمض" بهمزة قطع، أي أتمم "لأصحابي هجرتهم" التي هاجروها من مكة إلى المدينة. قوله: "ولا تردّهم على أعقابهم" بترك هجرتهم ورجوعهم عن مستقيم حالهم، ملتقط من "قس" (٩/ ٤٣٩)، "ك" (١٢/ ٦١)، "ع" (٦/ ١٢٣ - ١٢٤ و ١٠/ ١٤ - ١٥)، [وانظر: "الفتح" (٥/ ٣٦٦)].

(١) أي: فقراء.

(٢) أي: في فمها، "قس" (٩/ ٤٣٩).

(٣) وهو شديد الحاجة، "ك" (١٦/ ٢١٤)، "خ".

(٤) قوله: (لكنّ البائسَ) بتشديد نون "لكنّ" ونصب "البائس"، كذا في النسخ الموجودة، لكن قال علي القاري في "شرح الموطأ": بتخفيف "لكن" ورفع "البائس": وهو الذي عليه البؤس. وقوله: "رثى له. . ." إلخ، مدرج من كلام الراوي تفسيرًا لمعنى هذا الكلام، أي أنه - صلى الله عليه وسلم - رثاه وتوجع عليه لكونه مات بمكة، ثم قيل: قائله سعد بن أبي وقاص، وقال عياض (٥/ ٣٦٧): وأكثر ما جاء أنه من كلام الزهري. قال: واختلفوا في قصة سعد بن خولة، فقيل: لم يهاجر من مكة حتى مات بها، وذكر البخاري أنه هاجر وشهد بدرًا، ثم انصرف إلى مكة ومات بها يعني عام الفتح، فعلى الأول سبب بؤسه عدم هجرته، وعلى الثاني موتُه بأرض هاجر منها، انتهى كلام القاري. ومرَّ الحديث [برقم: ١٢٩٥، و ٢٧٤٢].

<<  <  ج: ص:  >  >>