وَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَادِمًا، وَكَانَ إذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ، فَيَرْكَعُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ جَلَسَ لِلنَّاسِ، فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ جَاءَهُ الْمُخَلَّفُونَ (١)، فَطَفِقُوا يَعْتَذِرُونَ إلَيْهِ (٢)، وَيَحْلِفُونَ لَهُ، وَكَانُوا بِضْعَةً وَثَمَانِينَ رَجُلًا فَقَبِلَ مِنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَانِيَتَهُمْ، وَبَايَعَهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ، وَوَكَلَ (٣) سَرَائِرَهُمْ إلَى اللَّهِ، فَجِئْتُهُ (٤) فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ الْمُغْضَبِ (٥)، ثُمَّ قَالَ:"تَعَالَ"، فَجِئْتُ أَمْشِي حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ (٦)،
"وَيَحْلِفُونَ" في نـ: "فَيَحْلِفُونَ".
===
إلا الصدق". قوله: "وأصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قادمًا"، أي: في رمضان، كما قاله ابن سعد، "قسطلاني" (٩/ ٤٥٣).
(١) قوله: (جاءه المخلَّفون) أي الذين خلّفهم كسلُهم ونفاقهم عن غزوة تبوك، كذا في "إرشاد الساري شرح البخاري" للقسطلاني (٩/ ٤٥٣).
(٢) قوله: (يعتذرون إليه) أي يظهرون العذر إليه صلوات الله وسلامه عليه، "ويحلفون له، وكانوا بضعة وثمانين رجلًا" من منافقي الأنصار، قاله الواقدي، وأن المعذِّرين من الأعراب كانوا أيضًا اثنين وثمانين رجلًا من غفار وغيرهم، و [أنّ] عبدَ الله بن أُبيٍّ ومن أطاعه من قومه من غير هؤلاء، وكانوا عددًا كثيرًا، "قسطلاني" (٩/ ٤٥٣).
(٦) قوله: (فجئت أمشي حتى جلست بين يديه) وعند ابن عائذ في "مغازيه": "فأعرض عنه فقال: يا نبي الله، لِمَ تُعرض عني؟ فوالله ما نافقتُ ولا ارتبتُ ولا بدَّلتُ، فقال لي: ما خلَّفك عن الغزو؟. . ." إلخ، "قسطلاني" (٩/ ٤٥٣).