جَفَاكَ، وَلَمْ يَجْعَلْكَ اللَّهُ بِدَارِ هَوَانٍ وَلَا مَضْيَعَةٍ (١)(٢)، فَالْحَقْ (٣) بِنَا نُوَاسِكَ (٤). فَقُلْتُ لَمَّا قَرَأْتُهَا (٥): وَهَذَا أَيْضًا مِنَ الْبَلَاءِ، فَتَيَمَّمْتُ (٦) بِهَا التَّنُّورَ فَسَجَرْتُهُ بِهَا (٧)، حَتَّى إذَا مَضَتْ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً مِنَ الْخَمْسِينَ إذَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (٨) يَأْتِينِي فَقَالَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَأْمُرُكَ أَنْ
"رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -" في نـ: "رَسُولٌ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -".
===
(١) بكسر المعجمة، أي: حيث يضيع حقك.
(٢) قوله: (لم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة) بفتح الميم وكسر المعجمة وسكونها وفتح التحتية لغتان، أي موضع وحال يضاع فيه حقك، كذا في "الكرماني"(١٦/ ٢٢٥ - ٢٢٦). قال في "النهاية"(٣/ ١٠٨): المضيعة بكسر ضاد كمعيشة، من الضياع: الاطِّراحُ والهوان، كأنَّه فيه ضائع، انتهى.
(٧) هذا يدل على قوة إيمانه وشدة محبته لله ورسوله على ما لا يخفى، "قس"(٩/ ٤٥٦).
(٨) قوله: (إذا رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) قال الواقدي: هو خزيمة بن ثابت، قال: وهو الرسول إلى مرارة وهلال بذلك. ولأبي ذر:"إذا رسول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، "قس"(٩/ ٤٥٦).