إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَحَدَّثَاهُ الْحَدِيثَ، قَالَ: فَاسْتَنْزَلُوهَا (١)(٢) عَنْ بَعِيرِهَا وَدَعَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بإِنَاءٍ، فَفَرَّغَ (٣) فِيهِ مِنْ أَفْوَاهِ الْمَزَادَتَيْنِ - أَوِ السَّطِيحَتَيْنِ - وَأَوْكَأَ أَفْوَاهَهُمَا، وَأَطْلَقَ (٤) الْعَزَالِيَ (٥)، وَنُودِيَ فِي النَّاسِ: اسْقُوا (٦)
"رَسُولِ اللهِ" كذا في قتـ، ذ، وفي نـ:"النَّبِي". "فَفَرَّغَ" في نـ: "فَأفْرَغَ".
===
(١) فعل ماضٍ، أي: طلبوا النزول منها.
(٢) قوله: (فاستنزلوها) قال بعضُ الشُّرَّاح: إنما أخذوها واستجازوا أخذ مائها؛ لأنها كانت حربية، "فتح"(١/ ٤٥٢).
(٣) قوله: (ففرغ) زاد الطبراني [١٨/ ١٣٢ - ١٣٤، خ: ٢٧٦] والبيهقي [١/ ٢١٨ - ٢١٩] من هذا الوجه: "فمضمض في الماء، وأعاده في أفواه الْمَزادتين" وبهذه الزيادة تتضح الحكمة في ربط الأفواه بعد فتحها، وإطلاق الأفواه هنا من قبيل قوله تعالى:{فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}[التحريم: ٤] إذ ليس لكل مزادة سوى فم واحد، وإنما حصلت البركة لمشاركة ريقه المبارك للماء، "فتح"(١/ ٤٥٢)، "ع"(٣/ ٢٢٤).
اعلم: اختلف في هذه القصة، ففي مسلم عن أبي هريرة:"أنه وقع عند خروجهم من خيبر"، ولأبي داود عن ابن مسعود "حين أقبل النَّبي - صلى الله عليه وسلم - من الحديبية"، وفي "مصنف عبد الرزاق": "إن ذلك كان بطريق تبوك"، وفي رواية لأبي داود:"في غزوة جيش الأمراء"، وذهب جماعة إلى تعدد وقوع ذلك ليحصل الجمع بين الروايات، "توشيح"(١/ ٤٤٠)، "ف"(١/ ٤٤٨).
(٤) أي: فتح.
(٥) جمع العزلاء، وهو فم المزادة الأسفل، "ع"(٣/ ٢٢٤).
(٦) بهمزة قطع من أسقى، أو وصلٍ، المراد اسقوا غيرهم كالدواب ونحوها، "ف"(١/ ٤٥٢).