للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حبهم وولائهم عرفانًا بجميل ما بذل في سبيل سنة الرَّسول الأكرم - صلى الله عليه وسلم -، وما تحمَّله من أمانة تنوء بحِملها الجبال حتى قالوا له وقد محَّضوه وُدَّهُم ورضاهم:

المسلون بخيرٍ ما بقيتَ لهم … وليس بعدكَ خيرٌ حين تُفْتَقَدُ

وقد تلقى "الصحيح" عن الإمام البخاري آلاف الرواة العلماء، وأكبُّوا عليه حفظًا وتحقيقًا وشرحًا وتبليغًا، وقد تناقلت أجيال المسلمين نُسَخَه الصحيحة، وتبارَوا في خدمتها والعناية بها، حتى أضحتْ خدمة "صحيح البخاري" شرفًا وقُربى يتقرب بها أفاضل العلماء وصالِحو حكام المسلمين إلى اللّه تعالى.

والعلَّامة الشيخ تقي الدين الندوي وهو أحد فرسان خدمة السنة حفظًا وتأليفًا وتحقيقًا وتدريسًا أراد أن يتوِّج نصف قرن من العمل الدَّؤُوب والبذل والعطاء غيرِ المحدودَين بإخراج عمل جليل يُحيِي به نسخةً فريدةً لـ "صحيح البخاري"، ويُصْري به المكتبة الإسلامية، ويقدِّم للباحثين سِفْرًا بُذِل في إنجازه من الجهد والوقت ما جعله من الفرائد التي لا يُستغنى عنها، إنها نسخة "الجامع الصحيح المسند المختصر من أمور رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - وسننه وأيامه" للإمام محمد بن إسماعيل البخاري (١٩٤ - ٢٥٦ هـ)، بحاشية الإمام المحدث العلَّامة أحمد علي السهارنفوري (١٢٢٥ - ١٢٩٧ هـ)، التي طبعها سنة ١٢٦٧ هـ ١٨٥١/ م، فكانت أول طبعة و"صحيح البخاري" في الدنيا، وقد أعاد طبعها ثانية بعد خمس عشرة سنةً في ١٢٨٢ هـ / ١٨٦٥ م.

وهي نسخة تتميز باعتمادها على نسخٍ نادرةٍ وموثقةٍ لـ "صحيح البخاري"، لعل من أعرقِها نسخة العلَّامة أبي الفضل الحسن بن محمد

<<  <  ج: ص:  >  >>