للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ (١) رَجُلًا يُفْتَحُ عَلَى يَدَيْهِ"، فَقَامُوا يَرجُونَ لِذَلِكَ أَيُّهُمْ يُعْطَى، فَغَدَوْا وَكُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَى، فَقَالَ: "أَيْنَ عَلِيٌّ"؟ فَقِيلَ: يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ، فَأَمَرَ فَدُعِيَ لَهُ، فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ، فَبَرَأَ مَكَانَهُ حَتَّى كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِهِ شَيْءٌ، فَقَالَ: نُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا؟ فَقَالَ: "عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلَامِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيهِمْ، فَوَاللَّهِ لأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ (٢) ". [أطرافه: ٣٠٠٩، ٣٧٠١، ٤٢١٠، أخرجه: م ٢٤٠٦، تحفة: ٤٧١٣].

٢٩٤٣ - حَدَّثَنَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ (٣)، ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ (٤)، عَنْ حُمَيْدٍ (٥)، سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ:

===

(١) قوله: (الراية) أي: العلَمَ، قوله: "وكلهم يرجو" أي: كل واحد منهم، قوله: "فبصق" بالصاد والزاي والسين، قوله: "حتى يكونوا مثلنا" أي: قال علي: نحن نقاتلهم حتى يكونوا مسلمين أمثالنا، قوله: "على رسلك" بكسر الراء، يقال: افعل كذا على رسلك، أي: اتَّئِدْ فيه وكن على الْهِينَةِ، "كرماني" (١٢/ ١٩٠).

(٢) قوله: (من حمر النعم) بضم حاء وسكون ميم وبالراء، أي: الإبل الحمر، وهي أنفس أموال العرب، فَجُعِلت كنايةً عن خير الدنيا، كذا في "المجمع" (١/ ٥٥٨). وقال الكرماني (١٢/ ١٩١): النعم إذا أطلق يراد به الإبل وحدها، وإن كان غيرها من البقر والغنم دخل في الاسم معها، وحمر الإبل أي: أعزّها وأحسنها، لكون الحمرة أشرف الألوان عندهم، أي: لَأَنْ يهدي الله بك رجلًا خير لك أجرًا وثوابًا من أن يكون لك حمر النعم فَتَصَدَّق بها.

(٣) "عبد الله بن محمد" هو المسندي.

(٤) "أبو إسحاق" إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري.

(٥) "حميد" هو ابن أبي حميد الطويل.

<<  <  ج: ص:  >  >>