للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا، وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللهِ؟ "، قَالُوا: بَلَى (١) قَالَ: "لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا (٢) أَوْ شِعْبًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الأَنْصَارِ أَوْ شِعْبَهُمْ (٣) ". [راجع: ٣١٤٦، أخرجه: م ١٠٥٩، س في الكبرى ٨٣٢٧، تحفة: ١٦٩٧].

"بِرَسُولِ اللهِ" زاد بعده في نـ: "- صلى الله عليه وسلم -".

===

(١) قوله: (قالوا: بلى) قد رضينا، وذكر الواقدي أنه حينئذٍ دعاهم ليكتب لهم بالبحرين وتكون لهم خاصة بعده دون الناس، وهي يومئذ أفضل ما فُتِحَ عليه من الأرض فأبوا وقالوا: لا حاجة لنا بالدنيا، "قسطلاني" (٩/ ٣٦٤).

(٢) قوله: (لو سلك الناس واديًا) الوادي: مَفْرَجٌ بين جبالٍ أو تلالٍ أو آكامٍ، والجمع؛ أوداء وأودية. و"الشعب" بكسر الشين: الطريق في الجبل، ومسيل الماء في بطن أرض، أو ما انفرج بين الجبلين، "قاموس" (ص: ١٢٣١ و ١٠٧)، "لمعات".

(٣) قوله: (لسلكت وادي الأنصار أو شعبهم) أي وتركت سلوك وادي سائر الناس. قال الخطابي: أراد أن أرض الحجاز كثيرة الأودية والشعاب، فإذا ضاق الطريق فسلك رئيس شعبًا اتبعه قومه حتى يفضوا إلى الجادة، وفيه وجه آخر، وهو أنه أراد بالوادي الرأي والمذهب، كما يقال: فلان في وادٍ وأنا في واد، وقيل: أراد - صلى الله عليه وسلم - بذلك حسن موافقته إياهم وترجيحهم في ذلك على غيرهم؛ لما شاهد منهم حسنَ الوفاء بالعهد والذمة فيما بايعوه عليه، وحسنَ الجوار، وما أراد بذلك وجوب متابعته إياهم؛ فإن متابعته حق على كل مؤمن؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - هو المتبوع المطاع لا التابع المطيع، "طيبي" (١١/ ٣٣٢)، "مرقاة" (١٠/ ٥٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>