مِنْ ذَلكَ (١)، طَلَّقَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- نسَاءَهُ. فَجِئْتُ فَإِذَا الْبُكَاءُ مِنْ حُجَرِهَا (٢) كُلِّهَا، وَإِذَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- قدْ صَعِدَ فِي مَشْرُبَةٍ (٣) لَهُ، وَعَلَى بَابِ الْمَشْرُبَةِ وَصِيفٌ (٤)، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: اسْتَأْذِنْ لِي. فَدَخَلْتُ، فَإِذَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-
"مِنْ ذَلكَ" في نـ: "مِنْ ذَاكَ". "طَلَّقَ رَسُولُ اللهِ" في نـ: "طَلَّقَ النَّبِيُّ". "حُجَرِهَا كُلِّهَا" في ذ: "حُجَرِهِنَّ كُلِّهِنَّ"، وفي نـ:"حُجَرِهِ كُلِّهَا". "اسْتَأْذِنْ لِي" زاد بعده في ذ: "فَأَذِنَ لِي".
===
واحتمال تسلطه عليهم؟ قلت: لأن فيه ملالة خاطر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأما بالنسبة إلى عمر فظاهر؛ لأن مفارقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن بنته أعظم الأمور إليه، ولعلمهم بأن الله يعصم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الناس:{وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا}[النساء: ١٤١]. فإن قلت: ما طلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أزواجه، لكن اعتزل منهن؟ قلت: قالها ظنًّا بأن الاعتزال تطليق، "كرماني"(٢١/ ٨٧).
(١) أي: من مجيء غسَّان.
(٢) قوله: (من حجرها) الضمير للنساء، قال الكرماني: وهو صحيح، نحو: النساءُ فعلت، وفي بعضها:"من حجرهن" وهو ظاهر، وفي بعضها:"من حجره" أي: النبي -صلى الله عليه وسلم-، كذا في "العيني"(١٥/ ٥٤). قوله:"في مشربة" بفتح الميم وسكون المعجمة وفتح الراء وضمها: الغرفة. "والوصيف" بفتح الواو وكسر المهملة: الخادم. "والمرفقة" بكسر الميم وفتح الفاء والقاف: المخدة. "والأدم" جمع الأديم، "والأهب" بفتحتين جمع الإهاب، وهو الجلد ما لم يدبغ، "والقرظ" بفتح القاف والراء والمعجمة: ورق شجر يدبغ به، كذا في "الكرماني"(٢١/ ٨٨). ومرَّ الحديث (برقم: ٢٤٦٨، ٤٩١٣، ٥١٩١).