ورواه الإمام أحمد (١٧٦٩٣) والطبراني في "مسند الشاميين" (٩٩٥) أتمّ من هذا عن أبي المغيرة قال: حدَّثنا صفوان قال: حدّثني يزيد بن خُمير الرحبي، عن عبد الله بن بسر المازني، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: "ما من أمّتي من أحد إلَّا أنا أعرفه يوم القيامة" قالوا: وكيف تعرفهم يا رسول الله في كثرة الخلائق؟ قال: "أرأيت لو دخلت صُبْرةً فيها خيل دُهم بُهم، وفيها فرس أَغَرُّ محجَّل، أما كنت تعرفه منها؟ " قال: بلى. قال: "فإنَّ أُمّتي يومئذٍ غرٌّ من السجود محجَّلون من الوضوء". وهذا إسناد صحيح.
أبو المغيرة هو: عبد القدوس بن حجّاج الخولاني.
قوله: "بهم" - بضمّ الباء وسكون الهاء - خالصة المواد.
• عن ابن مسعود قال: قيل يا رسول الله! كيف تعرف من لم تر من أمتك؟ قال: "غرٌّ محجَّلون بُلْقٌ من آثار الوضوء".
حسن: رواه ابن ماجه (٢٨٤) حدَّثنا محمد بن يحيى النيسابوري، قال: حدَّثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك، قال: حدَّثنا حماد، عن عاصم، عن زِرِّ بن حُبَيش، أن عبد الله بن مسعود قال: فذكره.
وإسناده حسن للكلام في عاصم وهو: ابن أبي النجود. وكذا حسنه أيضًا البوصيري في زوائد ابن ماجه.
وأخرجه أيضًا ابن حبان في صحيحه (١٠٤٧) من طريق حماد - وهو ابن سلمة به مثله.
وفي الباب عن أبي أُمامة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من أمّتي أحد إلَّا وأنا أعرفه يوم القيامة" قالوا: يا رسول الله! من رأيت ومن لم تر؟ قال: "من رأيتُ ومن لم أر، غُرًّا مُحَجَّلين من آثار الطهور". رواه الإمام أحمد (٢٢٢٥٧) والطبراني في الكبير (٧٥٠٩) كلاهما عن عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن أبي عتبة الكندي، عن أبي أُمامة فذكر مثله.
وأبو عتبة الكندي لم يرو عنه إلَّا معاوية بن صالح، ولم يوثقه أحد، وإنّما ذكره ابن حبّان في "الثقات" (٥/ ٥٧٠).
وعن جابر قال: قيل: يا رسول الله! كيف تعرف من لم تر من أمّتك؟ قال: "غُرًّا - أحسبه قال -: محجَّلون من آثار الوضوء".
رواه البزّار - كشف الأستار - (٢٥٤) وفيه يحيى بن يمان العجلي الكوفي ضعّفه يحيى بن معين والنسائيّ.
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظة، وهو في نفسه لا يتعمَّد الكذب إلَّا أنّه يخطئ ويشبَّه عليه. "الكامل" (٧/ ٢٦٩١) ولم يذكره ابن حبان في ثقاته مع تساهله، ومع ذلك قال الحافظ الهيثمي في "المجمع" (١/ ٢٢٥): إسناده حسن. فلعلّه قال ذلك لكثرة شواهده.
وقوله في الحديث: "بُلْقٌ": مِن بَلِقَ الفرَس بَلَقًا، وبُلْقةً: إذا كان فيه سواد وبياض.