بقصيدة مني ولا بأشعار الجن، والله! ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا، ووالله إن لقوله الذي يقول حلاوة وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يعلى، وإنه ليحطم ما تحته قال: لا يرضى عنك دومك حتى تقول فيه، قال: فدعْني حتى أفكّر، فلما فكّر قال: هذا سحر يؤثر، يأثره عن غيره، فنزلت: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا}.
صحيح: رواه الحاكم (٢/ ٥٠٦، ٥٠٧) وعنه البيهقي في الشعب (١٣٣) من طريق إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب السختياني، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
قال الحاكم: "صحيح الإسناد على شرط البخاري".
والحديث في مصنف عبد الرزاق (٣٣٨٣) عن معمر، عن رجل، عن عكرمة أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكره.
وفيه ملاحظتان:
الأولى: لم يسمّ معمر شيخه. والثانية: رواه عكرمة مرسلا لم يذكر ابن عباس.
ولعل هذا راجع إلى اختلاف الرواة عن عبد الرزاق، فمن روى عن إسحاق بن إبراهيم وهو الدبري، عن عبد الرزاق فجعل شيخ معمر "أيوب السختياني" كما جعل الحديث متصلا بذكر ابن عباس.
وقد أكّد البيهقي بعد رواية الحديث: "هكذا حدثناه موصولا ورواه حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة مرسلا".
وذكره أيضا الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (٤/ ١٥٢) عن عبد الرزاق موصولا إلا أنه جعل إسحاق هو ابن راهويه.
وذكر البيهقي في دلائل النبوة (٢/ ١٩٩ - ٢٠١) من وجه آخر أتم من هذا، وفي إسناده مقال.
٤ - باب قوله: {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (٣٠) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (٣١)}
هؤلاء التسعة عشر هم خزنة جهنم العظام، ومعهم من الملائكة عدد لا يحصيهم إلا الله عز وجل، ولذلك عقَّب بقوله: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} وقد جاء في الصحيح.
• عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون