قال البيهقي في سننه (١/ ٤٥٦) بعد أن روى الحديث من جهة العباس بن الوليد بن مزيد: أخبرني أبي، قال: سمعتُ الأوزاعي فذكر مثله.
قال: في كتاب العلل لأبي عيسى الترمذي قال: قال محمد بن إسماعيل البخاري: "حديث الأوزاعي عن نَهيك بن يَريم في التغليس بالفجر حديث حسن". انتهى.
• عن أم سلمة قالت: كنَّ نساء يشهدنَ مع رسول الله صلاة الصُّبح فينصرفنَ مُتلفِّعاتٍ بمروطهن، ما يُعرفنَ من الغلس.
قالت: وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا سَلَّم مكانه مكانه قليلًا، وكانوا يرون أن ذلك كيما ينفذ النساءُ قبل الرجال.
صحيح: أخرجه عبد الرزاق (٢١٨١) عن معمر، عن الزهري، عن هند بنت الحارث، عن أم سلمة فذكرت الحديث.
ورجاله ثقات وإسناده صحيح، وهند بنت الحارث هي الفراسية - بكسر الفاء، ويقال: القرشية، كانت تحت معبد بن المقداد بن الأسود، روت عن أم سلمة، وكانت من صواحباتها، وعنها الزهري، ذكرها ابن حبان في الثقات، وكانت تدخل على أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي "ثقة" كما في التقريب.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ٣١٨) وعزاه للطبراني في "الكبير" وقال: "رجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني".
تنبيه: تحرف في المصنف: "هند بنت الحارث" إلى "هند بن الحارث".
[٦ - باب ما جاء في الإسفار بالصبح]
• عن رافع بن خديج قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أصبحوا بالصُّبح، فإنَّه أعظمُ لأجوركم" أو "أعظم للأجر".
صحيح: رواه أبو داود (٤٢٤)، والترمذي (١٥٤)، والنسائي (٥٤٨، ٥٤٩)، وابن ماجة (٦٧٢) كلهم من طرق عن عاصم بن عُمر بن قتادة، عن محمود بن لَبيد، عن رافِع بن خَديج فذكر مثله واللفظ لأبي داود، ولفظ الترمذي والنسائي: "أَسفِرُوا بالفجرِ، فإنه أعظمُ للأجرِ".
قال الترمذي: "حديث رافع بن خديج حديث حسن صحيح، وقد رأي غير واحد من أهل العلم من أصحابِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - والتابعين الإسفار بصلاة الفجر. وبه يقول سفيان الثوري. وقال الشافعي وأحمد وإسحاق: معنى الإسفار: أن يَضِحَ الفجْرُ فلا يُشَكُّ فيه، ولم يروا أن معنى الإسفارِ تأخير الصلاة". انتهى.
قوله: يَضِح من وَضَحَ - يقال: وَضَحَ الفجرُ إذا أضاء.
وظاهر هذا الحديث يعارض الأحاديث الصحيحة في أداء صلاة الفجر في الغلس، فأجابوا عنه