وقال ابن ماجه: هذا حديث غريب لم يحدث به غير نصر بن علي (يعني شيخه) الجهضمي، عن عبد الله بن داود.
قلت: ليس كما قال، بل رواه ابن خزيمة عن ثلاثة من شيوخه،
وهم: القاسم بن محمد بن عباد بن عباد المهلبي، وزيد بن أخزم الطائي، ومحمد بن يحيى الأزدي، ورواه عبد بن حميد، عن محمد بن الفضل - كلهم عن عبد الله بن داود وهو الأودي.
وفي الباب ما روي عن حميد بن عبد الرحمن قال: توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر في طائفة من المدينة قال: فجاء فكشف عن وجهه فقبله وقال: فداك أبي وأمي، ما أطيبك حيا وميتا، مات محمد - صلى الله عليه وسلم - ورب الكعبة فذكر الحديث.
قال: فانطلق أبو بكر وعمر يتقاودان حتى أتوهم، فتكلم أبو بكر ولم يترك شيئا أنزل في الأنصار، ولا ذكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من شأنهم إلا وذكره، وقال: ولقد علمتم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"لو سلك الناس واديا، وسلكت الأنصار واديا، سلكت وادي الأنصار" ولقد علمت يا سعد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال - وأنت قاعد -: "قريش ولاة هذا الأمر، فبر الناس تبع لبرهم، وفاجرهم تبع لفاجرهم" قال: فقال له سعد: صدقت، نحن الوزراء، وأنتم الأمراء.
رواه الإمام أحمد (١٨) عن عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، عن داود بن عبد الله الأودي، عن حميد بن عبد الرحمن، قال: فذكره.
وحميد بن عبد الرحمن هو الحميري البصري كما قال ابن حجر في "أطراف المسند" وهو تابعي لم يدرك أبا بكر ولا عمر.
[١٩ - باب ما جاء في صفة غسل النبي - صلى الله عليه وسلم -]
• عن عائشة تقول: لما أرادوا غسل النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا: والله ما ندري أنُجرد رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - من ثيابه كما نُجرد موتانا، أم نغسله وعليه ثيابه؟ فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النومَ حتى ما منا رجل إلا وذقنُه في صدره، ثم كلَّمهم مكلم من ناحية البيت لا يدرون من هو؟ أن اغسلوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليه ثيابُه، فقاموا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فغسلوه، وعليه قميصه يصبون الماء فوق القميص، ويدلكونه بالقميص دون أيديهم، وكانت عائشة تقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسَله إلا نساءُه.
حسن: رواه أبو داود (٣١٤١)، وابن ماجه (١٤٦٤)، وأحمد (٢٦٣٠٦) وابن حبان (٦٦٢٧)، والحاكم (٣/ ٥٩ - ٦٠) كلهم من حديث محمد بن إسحاق، حدثني يحيى بن عبَّاد، عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير، قال: سمعت عائشة فذكرته، واللفظ لأبي داود. وأما ابن ماجه فاقتصر على قول عائشة:"لو استقبلت من أمري ... ".