إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيُصيب آخرها بلاء، وأمور تنكرونها وتجيء فتنة، فيرقق بعضها بعضا، وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن هذه مهلكتي، ثم تنكشف وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن: هذه هذه فمن أحب أن يُزحزح عن النار، ويدخل الجنة فلتأته منيته، وهو يؤمن باللَّه واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إماما، فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعْه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر".
صحيح: رواه مسلم في الإمارة (١٨٤٤: ٤٦) من طريق جرير، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة، عن عبد اللَّه بن عمرو، فذكره.
[٢١ - باب لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه]
• عن الزبير بن عدي، قال: أتينا أنس بن مالك، فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج، فقال: "اصبروا، فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم" سمعته من نبيكم -صلى اللَّه عليه وسلم-.
صحيح: رواه البخاريّ في الفتن (٧٠٦٨) من طريق محمد بن يوسف، حدّثنا سفيان (هو الثوري)، عن الزبير بن عدي قال: فذكره.
٢٢ - باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضُكم رقاب بعض
• عن عبد اللَّه بن عمر أنه سمع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "لا ترجِعوا بعدي كفارًا يضرب بعضُكم رقاب بعض".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الفتن (٧٠٧٧)، ومسلم في الإيمان (٦٦) كلاهما من طريق شعبة، أخبرني واقد بن محمد بن زيد، أنه سمع أباه، يحدث عن عبد اللَّه بن عمر، فذكره.
• عن جرير قال: قال لي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في حجة الوداع: "استنصِت الناس" فقال: "لا ترجعوا بعدي كفّارًا يضربُ بعضُكم رقاب بعض".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الفتن (٧٠٨٠)، ومسلم في الإيمان (٦٥) كلاهما من حديث شعبة، أخبرني علي بن مُدركة، سمعت أبا زرعة بن عمرو بن جرير، يحدث عن جدّه جرير، فذكره، ولفظهما سواء.
• عن ابن عباس قال: قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا ترتدوا بعدي كفارا، يضرب بعضُكم رقابَ بعض".