أبكي واحدة من اثنتين، ما أبكي حبا للدنيا ولا كراهية للآخرة، ولكن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عهد إلينا عهدا، فما أُراني إلا قد تعديت، قال: وما عهد إليك؟ قال: عهد إلي أنه يكفي أحدكم مثل زاد الراكب ولا أُراني إلا قد تعديت، وأما أنت يا سعد، فاتّق اللَّه عند حُكمك إذا حكمت، وعند قسمك إذا أقسمت، وعند همك إذا هممت، قال ثابت: فبلغني أنه ما ترك إلا بضعة وعشرين درهما من نفيقة كانت عنده.
حسن: رواه ابن ماجه (٤١٠٤)، والطبراني في الكبير (٦/ ٢٧٩)، وأبو نعيم في الحلية (١/ ١٩٧) كلهم من طريق الحسن بن أبي الربيع، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس، فذكره.
وإسناده حسن، من أجل الحسن بن أبي الربيع -وهو الحسن بن يحيى بن الجعد العبدي الجرجاني- وجعفر بن سليمان الضبعي، فإنهما حسنا الحديث.
• عن يحيى بن جعدة قال: عاد ناس من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خبابا، فقالوا: أبشر أبا عبد اللَّه ترِد على محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- الحوض، فقال: كيف بهذا، وهذا أسفل البيت وأعلاه! وقد قال لنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنما يكفي أحدكم من الدنيا كقدر زاد الراكب".
صحيح: رواه ابن أبي شيبة (٣٥٤٥٠)، وأبو يعلى (٧٢١٤)، والطبراني في الكبير (٤/ ٧٨) كلهم من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو -هو ابن دينار- عن يحيى بن جعدة قال: فذكره.
وإسناده صحيح متصل. وليس فيه شبهة انقطاع؛ فإن يحيى بن جعدة من التابعين الثقات، قد سمع من الصحابة الذين زاروا خباب بن الأرت، ولا يلزم منه أن يدرك خبابا.
قال الهيثمي في المجمع (١٠/ ٢٥٤): "رواه أبو يعلى والطبراني ورجاله رجال الصحيح غير يحيى بن جعدة وهو ثقة".
[٣ - باب الغنى غنى النفس]
• عن أبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٤٦)، ومسلم في الزكاة (١٠٥١) كلاهما من طرق عن أبي هريرة، فذكره.
ومعنى غنى النفس: هو أن لا يكون لها طمع وميل إلى ما في أيدي الناس.
• عن أنس قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ليس الغنى عن كثرة العرض، إنما الغنى غنى النفس".