متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٤١)، ومسلم في التفسير (٣٠١٥) كلاهما من طريق عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن همام بن منبه، أنه سمع أبا هريرة، يقول: فذكره. واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.
• عن عبد اللَّه بن عباس قال: "قدم عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر، فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس بن حصن، وكان من النفر الذين يدنيهم عمر، وكان القراء أصحاب مجلس عمر ومشاورته، كهولا كانوا أو شبانا، فقال عيينة لابن أخيه: يا ابن أخي! هل لك وجه عند هذا الأمير، فتستأذن لي عليه. قال: سأستأذن لك عليه. قال ابن عباس: فاستأذن لعيينة. فلما دخل. قال: يا ابن الخطاب واللَّه ما تعطينا الجزل، وما تحكم بيننا بالعدل. فغضب عمر حتى همّ بأن يقع به، فقال الحر: يا أمير المؤمنين! إن اللَّه تعالى قال لنبيه -صلى اللَّه عليه وسلم-: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (١٩٩)} وإن هذا من الجاهلين. فواللَّه ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقّافًا عند كتاب اللَّه.
صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٤٢) عن أبي اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، أن ابن عباس قال: فذكره.
• عن عبد اللَّه بن الزبير:{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ}. قال:"ما أنزل اللَّه إلّا في أخلاق الناس".
صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٤٣)، عن يحيى، حدّثنا وكيع، عن هشام، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن الزبير، فذكره.
ورواه في التفسير أيضًا (٤٦٤٤) تعليقا، فقال:"وقال عبد اللَّه بن برّاد، حدّثنا أبو أسامة، حدّثنا عن أبيه، عن عبد اللَّه بن الزبير قال: "أمر اللَّه نبيه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يأخذ العفو من أخلاق الناس، أو كما قال".
وهذا المعنى روي أيضًا عن مجاهد.
وقال ابن عباس: " {خُذِ الْعَفْوَ} أي خذ ما عفا لك من أموالهم. وما أتوا به من شيء فخذه. فكان هذا قبل أن تنزل "براءة" بفرائض الصدقات وتفصيلها، وما انتهت به الصدقات إليه. رواه ابن جرير في تفسيره (١٠/ ٦٤١).
وقوله:{وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} أي بالمعروف، وهو كل قول حسن، وفعل حسن.
وقيل: معناه إن اللَّه أمره بالعفو والصفح عن المشركين عشر سنين، ثم أمره بالغلظة عليهم.