تسعة وتسعين نفسًا، فسأل عن أعلم أهل الأرض فدُلَّ على راهب، فأتاه فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفسًا، فهل له من توبة؟ فقال: لا، فقتله، فكمّل به مائة، ثم سأل عن أهل الأرض فدُلَّ على رجل عالم، فقال: إنه قتل مائة نفس، فهل له من توبة؟ فقال: نعم، ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا. فإن بها أناسًا يعبدون الله فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك؛ فإنها أرض سوء، فانطلق حتى إذا نصف الطريق فأتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرًا قط. فأتاهم ملك في صورة آدمي، فجعلوه بينهم. فقال: قِيسوا ما بين الأرضين، فإلى أيتهما كان أدنى، فهو له، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضتْه ملائكةُ الرحمة".
متفق عليه: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٤٧٠) ومسلم في التوبة (٢٧٦٦ - ٤٦) كلاهما من طريق قتادة، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري .. فذكره، وهذا لفظ مسلم، وفي لفظ البخاري: "كان في بني إسرائيل ... " وزيادة بعد قوله: "فأدركه الموت": "فناء بصدره نحوها" كما زاد قوله: "فأوحى الله إلى هذه أن تقربي، وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي" وقال: "فوجد إلى هذه أقرب بشبر فغفره له". وفي لفظ مسلم: "فكان إلى القرية الصالحة أقرب منها بشبر فجعل من أهله".
٢٨ - باب في قصة رجل سقى كلبا فغُفر له
• عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "بينما رجل يمشي بطريق إذ اشتد عليه العطشُ، فوجد بئرًا فنزل فيها فشرب، ثم خرج، فإذا كلبٌ يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ماءً، ثم أمسكه بفيه حتى رقي، فسقى الكلب فشكر اللهُ له فغفر له". قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم لأجرًا؟ فقال: "في كل ذات كبد رطبة أجرٌ"
متفق عليه: رواه مالك في صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - (٢٣) عن سُمّي، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة .. فذكره. ورواه البخاري في المساقاة (٢٣٦٣) ومسلم في كتاب السلام (٢٢٤٤ - ١٥٣) كلاهما من طريق مالك بن أنس به.
[٢٩ - باب ما جاء أن زيد بن عمرو على دين إبراهيم الخليل]
• عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بَلْدح قبل أن ينزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - الوحيُ، فقُدّمتْ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - سفرة، فأبى أن