للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الآلهة والأوثان ولكنهم لم يقبلوا دعوته، بل تمردوا عليه.

وقوله: {أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا} الظاهر من الآية الكريمة أن هذه المدة مدة رسالته إلى قومه، لأن هذا هو المقصود، وأما كم كان عمره لما بُعث، ثم كم لبث في الأرض بعد الطوفان فلم يتعرض له في القرآن، ولا جاء ذكره في السنة الصحيحة، وإنما فيه أقوال المفسرين، ذكر بعضها ابن جرير في تفسيره، ولم يثبت فيه شيء مرفوع.

٦ - باب قوله: {يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (٢١)}

أي: أن الله عز وجل يعذب من يشاء من خلقه وهو غير ظالم لهم البتة، ويرحم من يشاء من خلقه كرمًا منه وفضلا وقد جاء في الحديث:

• عن ابن الدّيلميّ قال: أتيتُ أُبيَّ بن كعب فقلت له: وقع في نفسي شيءٌ من القدر، فحدّثني بشيء لعلّ الله أن يذهبه من قلبي، قال: لو أنّ الله عذّب أهل سماواته، وأهل أرضه عذَّبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته خيرًا لهم من أعمالهم، ولو أنفقتَ مثل أُحد ذهبًا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أنّ ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأنّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير ذلك لدخلتَ النّارَ. قال: ثم أتيتُ عبد الله بن مسعود، فقال مثل ذلك، ثم أتيتُ حذيفة بن اليمان فقال مثل ذلك، قال: ثم أتيتُ زيد بن ثابت، فحدّثني عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - مثل ذلك.

حسن: رواه أبو داود (٤٦٩٩)، وابن ماجه (٧٧) وابن حبان (٧٢٧) كلهم من طريق أبي سنان، عن وهب بن خالد الحمصيّ، عن ابن الدّيلميّ، فذكره.

وإسناده حسن من أجل أبي سنان وهو سعيد بن سنان البرجميّ حسن الحديث، والكلام عليه مبسوط في كتاب الإيمان.

٧ - باب قوله: {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢٦)}

وقوله {وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي} فهاجر إبراهيم عليه السلام من وطنه وأرض مولده وهي العراق إلى الشام، وكان معه لوط عليه السلام أيضا وهو ابن أخيه، وهي أول هجرة في التاريخ من أجل الدين لقوله: وَقَالَ {مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي} وآخرها هجرة نبينا - صلى الله عليه وسلم - ولم يسجّل التاريخ غير هاتين الهجرتين من أجل الدين لأحد من الأنبياء.

٨ - باب قوله: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (٢٨) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ

<<  <  ج: ص:  >  >>