"أولئك الفساق، أجل، لم يبق منهم إلا أربعة، أحدهم شيخ كبير لو شرب الماء البارد لما وجد برده".
صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٥٨) عن يحيى بن المثنى، حدّثنا يحيى، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا زيد بن وهب، قال: فذكره.
٣ - باب قوله: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (١٨)}
قوله: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ} يمكن أن يكون المراد منه العمارة المعروفة من بناء المساجد ومرمتها عند الخراب، ويمكن أن يكون المراد به عمارتها بملازمتها، والعبادة فيها من الصلاة وغيرها من أنواع الطاعات. وكلا المعنيين صحيحان. والآية الكريمة تشملهما. وعليهما يدلان الحديثان الآتيان:
• عن عبيد اللَّه الخولاني، أنه سمع عثمان بن عفان يقول عند قول الناس فيه حين بنى مسجد الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-: إنكم أكثرتم، وإني سمعت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "من بنى مسجدا يبتغي به وجه اللَّه، بنى اللَّه له مثله في الجنة".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الصلاة (٤٥٠)، ومسلم في المساجد (٥٣٣) كلاهما من طريق ابن وهب، أخبرني عمرو، أن بكيرا حدثه، أن عاصم بن عمر بن قتادة، حدثه، أنه سمع عبيد اللَّه الخولاني، فذكره. واللفظ للبخاري.
• عن أبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "من غدا إلى المسجد أو راح، أعدّ اللَّه له في الجنة نُزلا، كلما غدا أو راح".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الأذان (٦٦٢)، ومسلم في المساجد (٦٦٩) كلاهما من طريق يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، فذكره، واللفظ لمسلم.
٤ - باب قوله: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٩)}
• عن النعمان بن بشير قال: كنت عند منبر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال رجل: ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد الإسلام، إلا أن أسقي الحاج. وقال آخر: ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أعمر المسجد الحرام. وقال آخر: الجهاد في سبيل اللَّه أفضل مما قلتم. فزجرهم عمر، وقال: لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-،