عبد الرحمن، عن عبد الله بن سعيد، عن نافع، عن عبد الله بن عمر فذكره.
وأما ما رُوي عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى مؤتة فاستعمل زيدًا، فإن قتل زيد فجعفر، فإن قتل جعفر فابن رواحة، فتخلف ابن رواحة، فجمّع مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرآه فقال:"ما خلّفك؟ " قال: أجمّع معك، قال:"لغدوة أو روحة خير من الدنيا وما فيها" فهو ضعيف.
رواه الإمام أحمد (٢٣١٧) عن عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، حدثنا أبو خالد الأحمر، عن حجاج، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس فذكره.
وأخرجه الترمذي (٥٢٧) من حديث أبي معاوية عن الحجاج به نحوه، وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، قال علي بن المديني: قال يحيى بن سعيد: قال شعبة: لم لسمع الحكم من مقسم إلا خمسة أحاديث، وعدها شعبة، وليس هذا الحديث فيما عد شعبة، فكأن هذا الحديث لم يسمعه الحكم من مقسم.
قلت: وفيه أيضًا حجاج وهو ابن أرطاة مدلس وقد عنعن.
[٣ - قصة عوف بن مالك الأشجعي مع خالد بن الوليد]
• عن عوف بن مالك الأشجعي قال: خرجت مع من خرج مع زيد بن حارثة من المسلمين في غزوة مؤتة، ورافقني مددي من اليمن ليس معه غير سيفه، فنحر رجل من المسلمين جزورا، فسأله المددي طائفة من جلده، فأعطاه إياه، فاتخذه كهئة الدرق، ومضينا فلقينا جموع الروم، وفيهم رجل على فرس له أشقر، عليه سرج مذهب، وسلاح مذهب، فجعل الرومي يغري بالمسلمين، وقعد له المددي خلف صخرة، فمر به الرومي، فعرقب فرسه، فخر وعلاه فقتله، وحاز فرسه وسلاحه، فلما فتح الله للمسلمين بعث إليه خالد بن الوليد فأخذ منه السلب، قال عوف: فأتيته فقلت: يا خالد، أما علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى بالسلب للقاتل؟ قال: بلى ولكني استكثرته، قلت: لتردنه إليه أو لأعرفنكها عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبى أن يرد عليه، قال عوف: فاجتمعنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقصصت عليه قصة المددي وما فعله خالد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا خالد، ما حملك على ما صنعت؟ " قال: يا رسول الله، اسشكثرته. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا خالد رد عليه ما أخذت منه" قال عوف: فقلت: دونك يا خالد ألم أف لك؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وما ذاك؟ " فأخبرته، فغضب رسول الله، وقال:"يا خالد لا ترده عليه هل أنتم تاركو لي أمرائي لكم صفوة أمرهم وعليهم كدره".
قال الوليد: سألت ثورًا عن هذا الحديث، فحدثني عن خالد بن معدان، عن جبير