رواه الإمام أحمد (٣٨٦٤) فقال: حدثنا أبو النضر، حدثنا محمد بن طلحة، عن الوليد بن قيس، عن إسحاق بن أبي الكهتلة، قال محمد: أظنه عن ابن مسعود، فذكر الحديث.
وإسحاق بن أبي الكهتلة ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه اثنان، وذكره البخاري في التاريخ الكبير وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وفيه الشك أيضًا في وصله عن ابن مسعود إلا أن هذا التفسير هو المعتمد عند جمهور المفسرين بأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رأى جبريل عليه السلام في صورته الأصلية مرتين، وهو الذي ذكره أيضًا ابن أبي حاتم في تفسيره، وعنه ابن كثير.
وقوله:"فلما أحس جبريل ربه"؛ أي: ظهر له آثار تجليه.
وقوله:"عاد"؛ أي: صار في صورته الأصلية، ولذلك رآه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مرة أخرى.
٣ - باب ما جاء في جلوس جبريل على كرسيّ بين السّماء والأرض
• عن جابر بن عبد اللَّه، أنّه سمع النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول وهو يحدِّث عن فتْرة الوحي:"فبينا أنا أمْشي، سمعتُ صوتًا من السّماء فرفعتُ بصري قِبل السّماء، فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السّماء والأرض، فجئثتُ منه حتى هَويتُ إلى الأرض، فجئتُ أهلي فقلت: زمِّلوني زَمِّلوني، فأنزل اللَّه تعالى: أيها {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ} إِلَى قَوْلِهِ {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ}.
متفق عليه: رواه البخاريّ في بدء الخلق (٣٢٢٨)، ومسلم في الإيمان (١٦١: ٢٥٦) كلاهما من حديث الليث بن سعد، قال: حدثني عُقيل بن خالد، عن ابن شهاب، قال: سمعتُ أبا سلمة ابن عبد الرحمن، يقول: أخبرني جابر بن عبد اللَّه، فذكر الحديث، واللفظ للبخاريّ. وفي لفظ مسلم: "فجئثتُ منه فرقًا".
وقال أبو سلمة: الرجز: الأوثان، ثم حمى الوحي بعد وتتابع.