للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دعوى أنه مخالف للقواعد فغير مُسَلَّم، لأنه قد يعتقد بعض أفعال الكافر في الدنيا ككفارة الظهار، فإنه لا يلزمه إعادته إذا أسلم وتُجزئه. انظر "الفتح" (١/ ٩٩).

وقوله "أزلفها" أي أسلف وقدَّم.

٣٦ - باب أنّ النّصيحة عماد الدّين وقوامه

• عن جرير بن عبد اللَّه، قال: "بايعتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على إقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، والنّصح لكلّ مسلم".

متفق عليه: رواه البخاريّ في الإيمان (٥٧)، ومسلم في الإيمان (٥٦) كلاهما من حديث إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن جرير، فذكره، ولفظهما سواء.

ورواه البخاريّ (٧٢٠٤)، ومسلم عن يعقوب بن إبراهيم الدّورقيّ، حدثنا هشيم، عن سيّار، عن الشعبيّ، عن جرير، قال: "بايعتُ النّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- على السّمع والطّاعة -فلقّنني: "فيما استطعتُ"-، والنّصح لكل مسلم".

وفي البخاريّ (٥٨) من طريق زياد بن علاقة، قال: سمعت جرير بن عبد اللَّه يقول يوم مات المغيرة بن شعبة: قام فحمد اللَّه وأثنى عليه وقال: عليكم باتقاء اللَّه وحده لا شريك له، والوقار والسكينة حتى يأتيكم أمير، فإنّما يأتيكم الآن. ثم قال: استعفوا لأمركم فإنه كان يحبُّ العفو. ثم قال: أما بعد؛ فإني أتيتُ النّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قلتُ: أبايعك على الإسلام، فشرط عليَّ: "النّصح لكلّ مسلم" فبايعته على هذا. وربِّ هذا المسجد إني لناصح لكم، ثم استغفر ونزل.

كان المغيرةُ واليًا على الكوفة في خلافة معاوية، وكانت وفاته سنة خمسين من الهجرة، واستناب عند موته ابنه عروة، وقيل: استناب جريرًا المذكور، ولهذا خطب الخطبة المذكورة، حكى ذلك العلائي في "أخبار زياد". انظر: الفتح (١/ ١٣٩).

• عن تميم الدّاريّ، أنّ النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "الدّينُ النّصيحة" قلنا: لمن؟ قال: "للَّه، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمّة المسلمين وعامّتهم".

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٥٥) عن محمد بن عبّاد المكيّ، حدثنا سفيان (هو ابن عيينة)، قال: قلت لسهيل: إنّ عمرًا (يعني ابن دينار) حدّثنا عن القعقاع، عن أبيك. قال: ورجوتُ أن يُسقط عنّي رجلًا. قال: فقال: سمعتُه من الذي سمعه منه أبي، كان صديقًا له بالشّام. ثم حدّثنا سفيان، عن سهيل، عن عطاء بن يزيد، عن تميم الدّاريّ، فذكره.

٣٧ - باب الدّليل على صحة إسلام من حضره الموت ما لم يشرع في النَّزْع

• عن المسيب بن حزْن قال: لما حضر أبا طالب الوفاة دخل عليه النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وعنده أبو جهل، وعبد اللَّه بن أبي أمية، فقال النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أيْ عمّ، قلْ: لا إله إلّا

<<  <  ج: ص:  >  >>