حسن الحديث، وقد حسَّن النوويّ إسناده في "المجموع" (٣/ ١٠).
• عن سبرة الجهني قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مروا الصبيَّ بالصلاة إذا بلغ سبع سنين، وإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها".
حسن: رواه أبو داود (٤٩٤)، والتِّرمذيّ (٤٠٧) كلاهما من طريق عبد الملك بن الربيع بن سَبْرَةَ، عن أبيه، عن جده فذكر الحديث.
قال الترمذيّ: "حسن صحيح، وَسَبْرَةُ هو: أبن معبد الجهنيّ، ويقال: هو ابن عوسجة".
وقال النوويّ في "المجموع" (٣/ ١٠): حديث سبرة صحيح، رواه أبو داود والتِّرمذيّ وغيرهما بأسانيد صحيحة. قال الترمذيّ: "حسن". انتهى. كذا نقل عن الترمذيّ قوله: "حسن" والنسخة التي لدينا: "حسن صحيح".
قلت: الصَّواب أن الحديث حسن، لأجل عبد الملك بن الربيع بن سَبْرَة فقد وثَّقه العجليّ، وضَعَّفه ابن معين، وقال الذّهبيّ: صدوق إن شاء الله تعالى. ومن طريقه رواه ابن خزيمة في صحيحه (١٠٠٢)، والحاكم (١/ ٢٥٨) وقال: "صحيح على شرط مسلم".
إِلَّا أن مسلمًا لم يحتج به وإنما أخرج له حديثًا واحدًا في المتعة متابعة. والحاكم لا يُفرّق بين الأصول والمتابعة.
٦ - باب من صلى وحده ثمّ أدرك جماعة يُصَلِّيها معهم
• عن جابر بن يزيد بن الأسود الخزاعيّ، عن أبيه، قال: شهدت مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حجته، فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف، قال: فلمّا قضى صلاته وانحرف إذا هو برجلين في أخرى القوم لم يصليا معه، فقال: "عليَّ بهما" فجيء بهما ترعد فرائصهما فقال: "ما منعكما أن تصليا معنا؟ " فقالا: يا رسول الله! إنا كنا قد صلينا في رحالنا. قال: "فلا تفعلا، إذا صليتما في رحالكما، ثمّ أتيتما مسجد جماعة، فصليا معهم؛ فإنها لكما نافلة".
صحيح: رواه أبو داود (٥٧٥)، والتِّرمذيّ (٢١٩)، والنسائي (٨٥٨) كلّهم من طرق عن يعلى بن عطاء، عن جابر بن يزيد به مثله.
قال الترمذيّ: حسن صحيح، وأقره النوويّ في "الخلاصة" (٢٣٠٦).
وصحّحه أيضًا ابن خزيمة (١٢٧٩)، وابن حبان (١٥٦٥، ٢٣٩٥) فروياه عن طريق يعلى بن عطاء، ونقل الحافظ في التلخيص (٢/ ٢٩) تصحيحه عن ابن السكن ثمّ قال: قال الشافعي في القديم: إسناده مجهول.
قال البيهقيّ: لأن يزيد بن الأسود ليس له راو غير ابنه، وهو جابر، ولا لابنه راو غير يعلى.