للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تصدقوه؟ " قالوا: إنه عدونا، قال: فعند ذلك قال اللَّه عزّ وجلّ: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ} إلى قوله عزّ وجلّ: {كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (١٠١)} فعند ذلك {فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ}.

حسن: رواه أحمد (٢٥١٤) عن هاشم بن القاسم، حدّثنا عبد الحميد، حدّثنا شهر، قال ابن عباس: فذكره.

عبد الحميد هو ابن بهرام الفزاري، صاحب شهر بن حوشب، وهو صدوق.

وشهر هو ابن حوشب مختلف فيه.

وقد توبع بالجملة في رواية رواها الإمام أحمد (٢٤٨٣) من وجه آخر عن عبد اللَّه بن الوليد، عن بكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.

وفيه بكير بن شهاب الكوفي وثّقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: "شيخ وقال الذهبي: "صدوق".

وسبق الحديث بطوله في كتاب الإيمان باب ما جاء أن جبريل كان وليا للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وولي جميع الأنبياء.

٣٠ - باب قوله: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (١٠٢)}

قوله: {هَارُوتَ وَمَارُوتَ}: هما ملكان في رأي جمهور أهل العلم، وكانا يعلّمان الناسَ السحرَ امتحانًا لهم مع بيان قبحه، بأنه يفرّق بين المرء وزوجته، فوجدا أن كثيرًا من الناس مقبلين على تعليم السحر، ولم يكن من قصدهما تعليم السحر وممارسته، فإن ذلك من عمل الشيطان، وقد أخبرا نحن فتنة، ولكن الناس لم ينتهوا، فبدؤوا يتعلمون منهما ما يفرّقون به.

وقد رويت أحاديث كثيرة في قصة هاروت وماروت ولا يصح منها شيء.

ومن أشهرها ما رواه الإمام أحمد (٦١٧٨)، والبزار -كشف الأستار- (٢٩٣٨) وابن حبان (٦١٨٦) والبيهقي (١٠/ ٤ - ٥) كلهم من حديث يحيى بن أبي بكير، عن زهير بن محمد، عن موسى ابن جبير، عن نافع، عن ابن عمر أنه سمع نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إن آدم لما أهبطه اللَّه تعالى إلى الأرض، قالت الملائكة: أي رب، أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟ قال: إني أعلم ما لا تعلمون، قالوا: ربنا نحن أطوع لك من بني آدم، قال اللَّه تعالى

<<  <  ج: ص:  >  >>