قوله:{هَارُوتَ وَمَارُوتَ}: هما ملكان في رأي جمهور أهل العلم، وكانا يعلّمان الناسَ السحرَ امتحانًا لهم مع بيان قبحه، بأنه يفرّق بين المرء وزوجته، فوجدا أن كثيرًا من الناس مقبلين على تعليم السحر، ولم يكن من قصدهما تعليم السحر وممارسته، فإن ذلك من عمل الشيطان، وقد أخبرا نحن فتنة، ولكن الناس لم ينتهوا، فبدؤوا يتعلمون منهما ما يفرّقون به.
وقد رويت أحاديث كثيرة في قصة هاروت وماروت ولا يصح منها شيء.
ومن أشهرها ما رواه الإمام أحمد (٦١٧٨)، والبزار -كشف الأستار- (٢٩٣٨) وابن حبان (٦١٨٦) والبيهقي (١٠/ ٤ - ٥) كلهم من حديث يحيى بن أبي بكير، عن زهير بن محمد، عن موسى ابن جبير، عن نافع، عن ابن عمر أنه سمع نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إن آدم لما أهبطه اللَّه تعالى إلى الأرض، قالت الملائكة: أي رب، أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟ قال: إني أعلم ما لا تعلمون، قالوا: ربنا نحن أطوع لك من بني آدم، قال اللَّه تعالى