في الحديث الماضي، وأما ما وقع عند أبي نعيم في صفة الجنة (٤٩) وغيره بأن جابرًا سمعه من معاذ فبعيد، لأن معاذًا توفي بالشام عام ١٨ هـ، وجابر كان يسكن بالمدينة.
٨ - باب من استجاب للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأطاعه دخل الجنة
• عن أبي هريرة، أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى"، قالوا: يا رسول اللَّه، ومن يأبى؟ قال: "من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى".
صحيح: رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٢٨٠) عن محمد بن سنان، حدّثنا فليح، حدّثنا هلال ابن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، فذكره.
وفي الباب أحاديث أخرى مذكورة في كتاب الاعتصام.
[٩ - باب من ضمن ما بين لحييه ورجليه فله الجنة]
• عن سهل بن سعد، عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة".
صحيح: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٧٤) عن محمد بن أبي بكر المقدمي، حدّثنا عمر بن علي، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، فذكره.
[١٠ - باب من أنفق زوجين ابتدرته حجبة الجنة]
• عن صعصعة بن معاوية قال: انتهيت إلى الربذة، فإذا أنا بأبي ذر، قد تلقاني برواحل قد أوردها، ثم أصدرها، وقد أعلق قربة في عنق بعير منها ليشرب ويسقي أصحابه، وكان خلقا من أخلاق العرب، قلت: يا أبا ذر ما لك؟ قال: لي عملي. قلت: إيه يا أبا ذر، ما سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول؟ قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "من أنفق زوجين من ماله ابتدرته حجبة الجنة" قلنا: ما هذان الزوجان؟ قال: إن كانت رجالا فرجلان، وإن كانت خيلا ففرسان، وإن كانت إبلا فبعيران" حتى عد أصناف المال كله.
صحيح: رواه أحمد (٢١٤١٣) وابن حبان (٤٦٤٣)، والحاكم (٢/ ٨٦) كلهم من طرق عن الحسن، حدّثني صعصعة بن معاوية قال: فذكره.
وإسناده صحيح، والحسن هو البصري، وقد صرح بالتحديث.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، وهو صعصعة بن معاوية من مفاخر العرب".
قوله "زوجين من ماله" قال ابن حبان: "العرب في لغتها تسمي الفردين المتلازمين