تعالى لنبيّه: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ} أي بقراءتك، فيسمع المشركون فيسبُّوا القرآن {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} عن أصحابك فلا تسمعهم {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (١١٠)}.
متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٧٢٣)، ومسلم في الصلاة (٤٤٦) كلاهما من حديث هُشيم، حدثنا أبو بشر (هو جعفر بن إياس)، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
وعن عائشة في قوله تعالى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} قالت: أُنزل هذا في الدعاء.
رواه البخاري في التفسير (٤٧٢٣)، ومسلم في الصلاة (٤٤٧) كلاهما من حديث هشام، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته، ولفظهما سواء.
[١٨ - باب ما جاء من الاعتدال في رفع الصوت في صلاة الليل]
• عن أبي قتادة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج ليلة فإذا هو بأبي بكر يُصلي يخفضُ من صوته، قال: ومر بعمر بن الخطاب وهو يصلي رافعًا صوتَه، قال: فلما اجتمعا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يا أبا بكرا مررت بك، وأنت تُصلي تخفضُ صوتك" قال: قد أسمعتُ من ناجيتُ يا رسول الله! قال: وقال لعمر: "مررتُ بك وأنت تُصلي رافعًا صوتك" قال: فقال: يا رسول الله! أوقظ الوَسْنان، وأطردُ الشيطان.
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا بكر! ارفع من صوتك شيئًا وقال لعمر: "اخفِضْ من صوتك شيئًا".
حسن: رواه أبو داود (١٣٢٩)، والترمذي (٤٤٧) كلاهما من طريق يحيى بن إسحاق، أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح، عن أبي قتادة فذكره.
وقد صححه ابن خزيمة (١١٦١) ومن طريقه رواه ابن حبان (٧٣٣)، والحاكم (١/ ٣١٠) كلهم من طريق يحيى بن إسحاق.
قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم".
قلت: وهو كما قال، إلَّا أن يحيى بن إسحاق وهو: السيلحيني وإن كان من رجال مسلم إلا أن ابن معين قال فيه: "صدوق".
ولكن قال الترمذي: "حديث غريب، وإنَّما أسنده يحيى بن إسحاق، عن حماد بن سلمة، وأكثرُ النَّاس إنَّما رووا هذا الحديث عن ثابت، عن عبد الله بن رباح مرسلًا".
قلت: رواه أبو داود بإسناد آخر عن موسى بن إسماعيل، حدّثنا حماد، عن ثابت البناني، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهذا لا يؤثر في صحة الحديث فإن يحيى بن إسحاق كان ثقة حافظًا لحديثه، كما قال ابن سعد، وثقة صدوقًا كما قال أحمد فزيادته مقبولة، وموسى بن إسماعيل شيخ أبي داود وإن كان أحسن حالًا من يحيى بن إسحاق إلَّا أن النَّاس تكلموا فيه، فإرساله لا يؤثر في صحة الحديث كما