• عن أنس أن أبا طلحة قال: غشينا ونحن في مصافنا يوم أحد، حدّث أنه كان فيمن غشيه النعاس يومئذ، قال: فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه، ويسقط من يدي وآخذه. والطائفة الأخرى المنافقون ليس لهم هم إلا أنفسهم، أجبن قوم وأرعبه وأخذله للحق.
صحيح: رواه الترمذي (٣٠٠٨) عن يوسف بن حماد، قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس فذكره.
قال الترمذي: حسن صحيح.
وقوله:{وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ}[آل عمران: ١٥٤] يعني لا يغشاهم النعاس من القلق والجزع والخوف.
وقال الترمذي (٣٠٠٧ م) حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا روح بن عبادة، عن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الزبير مثله. وقال: حسن صحيح. أي مثل حديث أبي طلحة.
ولعله يقصد بمعناه فإن حديث الزبير هو الآتي:
• عن الزبير قال: لقد رأيتني مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد حين اشتد علينا الخوف، وأرسل علينا النوم، فما منا أحد إلا وذَقَنه أو قال: ذقنه في صدره، فو الله! إني لأسمع كالحلم قول معتّب بن قشير:{لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} فحفظتها فأنزل الله عز وجل في ذلك: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا} إلى قوله {مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} لقول معتب بن قشير قال: {قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ} حتى بلغ {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}[آل عمران: ١٥٤].
حسن: رواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" عن يحيى بن آدم، حدثنا ابن أبي زائدة، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، فذكره. المطالب العالية (٤٢٦٠).
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق وقد صرّح في الأسانيد السابقة فلعل هنا اختصره الراوي فقال:"عن" فإنه راوه أيضًا من وجه آخر عن محمد بن إسحاق يقول فيه: حدثني يحيى بن عباد، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير بن العوام، قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُصعِدِين في أحد ... فذكر الحديث. "المطالب العالية"(٤٢٦٠).
وكذلك رواه أبو نعيم في الدلائل (٢/ ٦٢٦) من وجه آخر عن محمد بن إسحاق مصرحًا بالسماع.
١٢ - باب عفو الله عز وجل عمّن فرّ من غزوة أحد
قال الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا