وعائذ بن نُسير منكر الحديث. قال يحيى: "ليس به بأس، ولكن روى حديث مناكير"، وفي رواية عثمان بن سعيد، قال: قلت ليحيى بن سعيد: عائذ بن نسير كيف حديثه؟ قال: "ضعيف".
وأورد الذهبي هذا الحديث في "الميزان" في ترجمة عائذ بن نسير لبيان مناكيره.
وقال ابن عدي: وكلّ هذه الأحاديث غير محفوظة.
تنبيه: تحرّف في بعض المصادر "ابن نسير" إلى "ابن بشير".
وفي الباب ما رُوي عن داود بن عجلان، قال: "طُفْنَا مَعَ أَبِي عِقَالٍ فِي مَطَرٍ فَلَمَّا قَضَيْنَا طَوَافَنَا أَتَيْنَا خَلْفَ الْمَقَامِ فَقَالَ: طُفْتُ مَعَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي مَطَرٍ، فَلَمَّا قَضَيْنَا الطَّوَافَ أَتَيْنَا الْمَقَامَ فَصَلَّيْنَا رَكْعَتَيْنِ، فَقَال لَنَا أَنَسٌ: "ائْتَنِفُوا الْعَمَلَ فَقَدْ غُفِرَ لَكُمْ" هَكَذَا قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَطُفْنَا مَعَهُ فِي مَطَرٍ".
رواه ابن ماجه (٣١١٨) عن محمد بن أبي عمر العدنيّ، حدّثنا داود بن عجلان، فذكره.
وداود بن عجلان هو البلخيّ نزل مكة، قال ابن حبان: "يروي عن أبي عقال عن أنس المناكير الكثيرة والأشياء الموضوعة" ثم ذكر هذا الحديث.
وضعّفه أيضًا ابن معين، وأبو داود، والبيهقي، والحاكم وغيرهم.
٢٩ - باب استحباب تقبيل الحجر الأسود أو استلامه بشيء وتقبيله، أو الإشارة إليه عند كلّ شوط في الطواف مع التكبير
• عن عمر أَنَّهُ جَاءَ إِلَى الْحَجَرِ الأَسْوَدِ فَقَبَّلَهُ فَقَال: إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لا تَضُرُّ وَلا تَنْفَعُ وَلَوْلا أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الحجّ (١٥٩٧)، ومسلم في الحج (١٢٧٠: ٢٥١) كلاهما من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن عابس بن ربيعة، عن عمر، فذكره.
وأما ما رواه الحاكم (١/ ٤٥٧) من حديث أبي سعيد الخدري، عن عمر في هذا الحديث مطوّلًا وفيه قصة لعلي إلا أنه ليس على شرط الشيخين كما قال الحاكم فإنهما لم يخرّجا لأبي هارون عمارة بن جوين العبدي. قال فيه الذهبي: "ساقط". وقال الحافظ في "التلخيص" (٢/ ٢٤٦): "هو ضعيف جدًا".
• عن عمر بن الخطاب، قال لِلرُّكْنِ: أَمَا وَاللهِ! إِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لا تَضُرُّ وَلا تَنْفَعُ وَلَولا أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - اسْتَلَمَكَ مَا اسْتَلَمْتُكَ، فَاسْتَلَمَه. ثُمَّ قَال: فَمَا لَنَا وَلِلرَّمَلِ إِنَّمَا كُنَّا رَاءَيْنَا بِهِ الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ أَهْلَكَهُم اللهُ. ثُمَّ قَال: شَيْءٌ صَنَعَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَلا نُحِبُّ أَنْ نَتْرُكَهُ.
صحيح: رواه البخاريّ في الحج (١٦٠٥) عن سعيد بن أبي مريم، أخبرنا محمد بن جعفر، أخبرني زيد بن أسلم، عن أبيه، أن عمر بن الخطاب قال فذكره.