في ذلك وانفرد بالحديث الآخر".
قلت: ما قاله ابن التركماني كلام وجيه حسب الصناعة الحديثية.
وقوله: "الإمام ضامن" قال أهل اللغة: الضامن في كلام العرب معناه الراعيّ، والضمان معناه: الرعاية.
والإمام ضامن معناه: أنه يحفظ الصّلاة، وعدد الركعات على القوم، وقيل معناه: ضامن الدعاء بعمهم به، ولا يختص بذلك دونهم، وليس الضمان الذي يوجب الغرامة من هذا في شيء، وقد تأوله قوم على أنه يتحمل القراءة عنهم في بعض الأحوال، وكذلك يتحمل القيام أيضًا إذا أدركهـ راكعًا. أفاده الخطّابي.
• عن أبي عليّ الهمداني أنه خرج في سفينة فيها عقبة بن عامر الجُهنيّ، فحانت صلاة من الصلوات، فأمرنا أن يؤمَّنا، وقلنا له: إنك أحقُّنا بذلك، أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى فقال: إني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من أم الناس فأصاب فالصلاة له ولهم، ومن انتقص من ذلك شيئًا فعليه، ولا عليهم".
حسن: رواه أبو داود (٥٨٠) وابن ماجة (٩٨٣) كلاهما من طريق عبد الرحمن بن حرملة، عن أبي عليّ الهمداني فذكر الحديث.
وإسناده حسن، فإن عبد الرحمن بن حرملة حسن الحديث إذا لم يخطئ، وهو من رجال مسلم، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث.
وأبو عليّ هو: ثمامة بن شُفيّ، وثَّقه النسائيّ وغيره من رجال مسلم، وأخرجه الحاكم (١/ ٢١٠) من طريق عبد الرحمن بن حرملة، وصحّحه.
وفي الباب عن سهل بن سعد، وسلامة بنت الحر أخت حرشة، وابن عمر، وواثلة، وأبي محذورة، وأبي أمامة، وكلها معلولة لم يسلم منها إِلَّا ما ذكرت.
٢٥ - باب إدخال الاصبع في الأُذُن عند الأذان
• عن أبي جحيفة قال: أتيت النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - بمكة وهو في قُبَّةٍ حمراء من أدَم، فخرج بلالٌ فأذَّن. فكنتُ أتتبعُ فَمه ههنا وههنا، قال: ثمّ خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه حُلَّةٌ حمراءُ بُرودٌ يمانية قِطري.
وقال موسى: قال: رأيتُ بلالًا خرج إلى الأبطح فأذَّن فلمّا بلغ: "حيَّ على الصّلاة، حيَّ على الفلاح" لوى عُنُقَه يمينًا وشمالًا، ولم يستدر، ثمّ دخل فأخرج العنزة ... وساق حديثه.
صحيح: رواه أبو داود (٥٢٠) عن موسى بن إسماعيل، حَدَّثَنَا قيس - يعني ابن الربيع - ح