لا تسأل عن المريض، إلا وهي تمشي لا تقف".
فقول الحافظ وغيره: "والصحيح عن عائشة من فعلها" يشعر بأنها كانت تخرج لعيادة المريض وهي معتكفة، والصحيح أنها كانت تخرج للحاجة وتمر على المريض وتسأل عنه وهي ماشية.
وفي الباب ما رُوي عن أنس بن مالك، مرفوعًا: "المعتكف يتبع الجنازة، ويعود المريض" وهو موضوع.
رواه ابن ماجه (١٧٧٧) عن أحمد بن منصور، حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا الهياج الخراساني، قال: حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن، عن عبد الخالق، عن أنس بن مالك، فذكره.
والهياج الخراساني قال فيه أحمد: "متروك الحديث". وضعّفه أبو داود والنسائي وغيرهما.
وشيخه عنبسة بن عبد الرحمن أضعف منه. قال فيه أبو حاتم الرازي: "كان يضع الحديث". الجرح والتعديل (٦/ ٤٠٣).
وقال النسائي: "متروك". وشيخه عبد الخالق مجهول، لم يرو عنه سوى عنبسة الكذاب.
ففي الإسناد سلسلة الضعفاء والمتروكين.
١٥ - باب زيارة المعتكِف في اعتكافه
• عن علي بن الحسين: أنّ صفيّة زوج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أخبرته أنها جاءتْ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان، فتحدّثتْ عنده ساعة، ثم قامتْ تنقلبُ فقام النبيّ - صلى الله عليه وسلم - معها يقلِبُها، حتّى إذا بلغتْ باب المسجد عند باب أمِّ سلمة مرَّ رجلان من الأنصار فسلّما على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لهما النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: على رِسْلكما، إنّما هي صفية بنت حُييّ. قالا: سبحان الله يا رسول الله، وكَبُر عليهما، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: إنَّ الشيطان يبلغُ من ابن آدم مبلغ الدّم، وإني خشيتُ أن يقذف في قلوبكما شيئًا".
متفق عليه: رواه البخاري في الاعتكاف (٢٠٣٥)، ومسلم في السلام (٢١٧٥: ٢٥) من طريق أبي اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، أخبرني علي بن الحسين، فذكره.
قوله: "على رسْلكما" بفتح الراء وكسرها، وقيل بالكسر: التؤدة، وبالفتح الرفق واللين. والمعني متقارب، وأصله السَّير البطيء.
١٦ - باب ما رُوي في ثواب الاعتكاف
رُوي عن ابن عباس مرفوعًا: "المعتكف هو يعكفُ الذنوب، ويُجري له من الحسنات كعامل الحسنات كلّها".
رواه ابن ماجه (١٧٨١) عن عبيد الله بن عبد الكريم، قال: حدثنا محمد بن أمية، قال: حدثنا