إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. قال: عبدي عرف أني أغفر وأعاقب".
حسن: رواه المحاملي في الدعاء (٢٣)، والطبراني في الدعاء (٧٧٨)، وصحّحه الحاكم (٢/ ٩٨) كلهم من طريق فضيل بن مرزوق، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن علي بن ربيعة فذكره.
وإسناده حسن من أجل فضيل بن مرزوق وميسرة والمنهال فإنهم كلهم حسان الحديث، وقد اختلف في إسناده اختلافا كثيرا، وأحسنها إسنادًا حديث المنهال بن عمرو بن علي بن ربيعة كما قال الدارقطني في العلل (٤/ ٦٢). وقد ذُكر بعض الاختلاف في كتاب الايمان باب إثبات الضحك لله عز وجل.
وأما الحاكم فقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم.
قلت: ميسرة بن حبيب والمنهال بن عمرو لم يخرج لهما مسلم، أما الأول فأخرج له البخاري في الأدب المفرد وأبو داود والترمذي والنسائي، وأما الثاني فأخرج له البخاري والأربعة.
[٢ - باب ما يقول إذا رجع من السفر]
• عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات، ثم يقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون، تائبون، عابدون، ساجدون لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده".
متفق عليه: رواه مالك في الحج (٢٤٣) عن نافع، عن عبد الله بن عمر فذكره. ورواه البخاري في الدعوات (٦٣٨٥)، ومسلم في الحج (١٣٤٤) كلاهما من طريق مالك به.
ولم يسق مسلم لفظه، وإنما أحال على رواية عبيد الله بن عمر، عن نافع وهو بنحوه.
قوله: "ثم يقول: لا إله إلا الله ... " يعني يقول هذا الدعاء وما ورد في هذا الباب بعد دعاء الركوب وهو: "سبحان الذي سخر لنا هذا ... " إلى آخره؛ لأنه قد جاء في نهاية دعاء الركوب: وإذا رجع قالهن وزاد فيهن: "آيبون، تائبون ... " الخ.
• عن أنس بن مالك قال: أقبلنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - أنا وأبو طلحة وصفية رديفته على ناقته حتى إذا كنا بظهر المدينة قال: "آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون". فلم يزل يقول ذلك حتى قدمنا المدينة.
متفق عليه: رواه البخاري في الجهاد والسير (٣٠٨٥، ٣٠٨٦)، ومسلم في الحج (١٣٤٥) كلاهما من طريق يحيى بن أبي إسحاق، عن أنس بن مالك فذكره. والسياق لمسلم.
• عن الربيع بن البراء بن عازب، عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قدم من سفر قال: