منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله! كأن هذه موعظة مودع، فما تعهد إلينا؟ فقال:"أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم، فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة".
حسن: رواه أبو داود (٤٦٠٧)، وأحمد (١٧١٤٥)، وصحّحه ابن حبان (٥)، والحاكم (١/ ٩٧) كلهم من حديث الوليد بن مسلم، حدثنا ثور بن يزيد، حدثني خالد بن معدان، حدثني عمرو بن عبد الرحمن السلمي، وحجر بن حجر الكلاعي، قالا: فذكراه.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن عبد الرحمن السلمي وحجر بن حجر الكلاعي لمتابعة بعضهما بعضا، والكلام عليه مبسوط في كتاب الاعتصام.
• عن كعب بن مالك قال حين تخلف عن تبوك: والله! ما أنعم الله عليّ من نعمة بعد إذ هداني أعظم من صدقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا أكون كذبته، فأهلك كما هلك الذين كذبوا حين أنزل الوحي {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ} إلى قوله {الْفَاسِقِينَ}.
متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٦٧٣)، ومسلم في التوبة (٢٧٦٩) كلاهما من طريق ابن شهاب، قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، أن عبد الله بن كعب، قال: سمعت كعب بن مالك، قال: فذكره.
• عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنا: "أتاني الليلة آتيان، فابتعثاني، فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة، فتلقانا رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء، وشطر كأقبح ما أنت راء، قالا لهم: اذهبوا فقعوا في ذلك النهر. فوقعوا فيه، ثم رجعوا إلينا، قد ذهب ذلك السوء عنهم، فصاروا في أحسن صورة، قالا لي: