وجزم النسائي والحاكم وغيرهما أن هذا وهم، وصرّح الحاكم بأن هلال بن يساف لم يدرك سالم بن عبيد.
وقد جاء في رواية أخرى لهذا الحديث أن بين هلال وسالم رجلا، وفي بعضها أن بينهما رجلين كما رواه أحمد (٢٣٨٥٣)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٢٢٩) كلاهما من حديث يحيى ابن سعيد، عن سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن رجل، عن آخر قال: كنا مع سالم ... فذكر نحوه.
وقال النسائي: "هذا الصواب عندنا، والأول خطأ". والله أعلم.
[١١ - باب ترك التشميت لمن لم يحمد الله على العطاس]
• عن أنس قال: عطس رجلان عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فشمت أحدهما، ولم يشمت الآخر، فقال الرجل: يا رسول الله شمت هذا، ولم تشمتني؟ قال: "إن هذا حمد الله، ولم تحمد الله".
متفق عليه: رواه البخاري في الأدب (٦٢٢٥)، ومسلم في الزهد والرقائق (٢٩٩١) كلاهما من طريق سليمان التيمي، عن أنس فذكره.
• عن أبي بردة، قال: دخلت على أبي موسى وهو في بيت بنت الفضل بن عباس، فعطستُ فلم يشمتني، وعطست فشمتها، فرجعت إلى أمي فأخبرتها، فلما جاءها قالت: عطس عندك ابني فلم تشمته، وعطست فشمتها، فقال: إن ابنك عطس، فلم يحمد الله، فلم أشمته، وعطست، فحمدت الله فشمتها، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا عطس أحدكم فحمد الله، فشمتوه، فإن لم يحمد الله، فلا تشمتوه".
صحيح: رواه مسلم في الزهد والرقائق (٢٩٩٢) من طريق القاسم بن مالك، عن عاصم بن كليب، عن أبي بردة فذكره.
[١٢ - باب كيف يشمت أهل الكتاب]
• عن أبي موسى الأشعري قال: كان اليهود يتعاطسون عند النبي - صلى الله عليه وسلم - يرجون أن يقول لهم: يرحمكم الله، فيقول: "يهديكم الله ويصلح بالكم".
حسن: رواه أبو داود (٥٠٣٨)، والترمذي (٢٧٣٩)، وأحمد (١٩٥٨٦)، والبخاري في الأدب المفرد (٩٤٠)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٢٣٢/ م)، وصحّحه الحاكم (٤/ ٢٦٨) كلهم من طريق سفيان الثوري، عن حكيم بن ديلم، عن أبي بردة، عن أبيه أبي موسى فذكره.