خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان تحابا في اللَّه اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه، ورجل ذكر اللَّه خاليا ففاضت عيناه، ورجل دعته ذات حسب وجمال فقال: إني أخاف اللَّه، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه".
متفق عليه: رواه مالك في كتاب الشعر (١٤) عن خبيب بن عبد الرحمن الأنصاري، عن حفص ابن عاصم، عن أبي سعيد الخدري، أو عن أبي هريرة، فذكره.
ورواه مسلم في الزكاة (١٠٣١) من طريق مالك، به مثله.
ورواه البخاريّ في الصلاة (٦٦٠)، ومسلم كلاهما من حديث يحيى بن سعيد، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن خبيب بن عبد الرحمن بإسناده من حديث أبي هريرة بدون تردّد.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن اللَّه تبارك وتعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون لجلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي".
صحيح: رواه مالك في كتاب الشعر (١٣) عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن معمر، عن أبي الحباب سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.
ورواه مسلم في البر والصلة (٢٥٦٦) عن قتيبة بن سعيد، عن مالك، به.
• عن العرباض بن سارية قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "قال اللَّه عز وجل: المتحابون بجلالي في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي".
حسن: رواه أحمد (١٧١٥٨)، والطبراني في الكبير (٨/ ٢٥٨) كلاهما من حديث إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن ميسرة، عن العرباض بن سارية، فذكره.
وإسناده حسن من أجل إسماعيل بن عياش الحمصي؛ فإنه صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذا منه، فإنّ صفوان بن عمرو وهو السكسكي من حمص وهو ثقة.
وأورده الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ٢٧٩)، وقال: "رواه أحمد، والطبراني، وإسنادهما جيد". وكذا قال المنذري في الترغيب والترهيب أيضًا (٤/ ٤٨) إلا أنه قصر في العزو على أحمد.
والإظلال في ظل العرش ليس مقصورًا على السبعة المذكورين؛ فقد جاءت نصوص أخرى تدل على أن اللَّه يظل غيرهم، وهي مذكورة في كتاب الإيمان.
[١٨ - باب في ذكر بعض أهوال يوم القيامة]
قال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (١) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [سورة الحج: ١ - ٢]
وقال تعالى: {فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا (١٧) السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا}