يا أبا كريمة! إن الناس يدعون أنك لم تر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: بلى، واللَّه! لقد رأيته، ولقد أخذ بشحمة أذني هذه، وإني لأمشي مع عم لي، ثم قال لعمي: أترى أنه يذكره؟ قلنا: يا أبا كريمة! حدّثنا ما سمعت من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: سمعته يقول: "يُحشر ما بين السقط إلى الشيخ الفاني يوم القيامة في خلق آدم، وقلب أيوب، وحسن يوسف، مردا مكحلين، قلنا: يا رسول اللَّه! فكيف بالكافر؟ قال: يعظم للنار حتى يصير غلظ جلده أربعين ذراعا وقريضة الناب من أسنانه مثل أحد"
وذكره الهيثمي في المجمع (١٠/ ٣٣٤) وقال: رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما حسن، يقصد به الإسناد الأول وهو كما قال فإن أكثر رجاله صدوق، والزبيدي هو: محمد بن الوليد بن عامر الزبيدي.
وفي الإسناد عمرو بن الحارث وهو ابن الضحاك الزبيدي الحمصي لم يوثقه غير ابن حبان، وقال الذهبي: "لا يعرف" وقال الحافظ: "مقبول". وهو كذلك لأنه توبع، وبه صار الحديث حسنا.
وللحديث طرق أخرى في "صفة الجنة" لأبي نعيم، وفي "البعث" للبيهقي.
وقد حسّنه أيضًا المنذري في الترغيب والترهيب (٥٦٣٠).
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن أطفال المؤمنين هل يدومون على حالتهم التي ماتوا عليها، أم يكبرون ويتزوجون؟ وكذلك البنات هل يتزوجن؟ .
فأجاب: "الحمد للَّه، إذا دخلوا الجنة دخلوها كما يدخلها الكبار على صورة أبيهم آدم طوله ستون ذراعا في عرض سبعة أذرع، ويتزوجون كما يتزوج الكبار، ومن مات من النساء ولم يتزوجن فإنها تزوج في الآخرة، وكذلك من مات من الرجال فإنه يتزوج في الآخرة. واللَّه تعالى أعلم. مجموع الفتاوى (٤/ ٣١٠).
وأما قوله تعالى: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ} [الواقعة: ١٧].
وقوله تعالى: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا} [سورة الإنسان: ١٩].
فهم ممن خلق اللَّه تعالى في الجنة لخدمة أهل الجنة، وقضاء حوائجهم، صغار الأسنان في غاية الحسن والبهاء وهم ليسوا من أطفال المؤمنين كما هو شايع بين الناس لأن أطفال المؤمنين يكونون مع آبائهم وأمهاتهم كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [الطور: ٢١] بالوصف الذي جاء ذكره في حديث معدي كرب أي: أبناء ثلاثين سنة.
[٢٨ - باب أهل الجنة لا يمرضون ولا يهرمون ولا يموتون]
• عن أبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: "من يدخل الجنة ينعم لا يبأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه".
صحيح: رواه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٣٦) عن زهير بن حرب، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، فذكره.