ورواه البخاريّ في فضائل أصحاب النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - (٣٦٨٨) من وجه آخر عن أنس نحوه.
ولم أجده في الموطأ برواية الليثي، ولم يذكره الجوهري في مسند الموطأ.
٤ - باب قوله: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ (٢٠)}
قوله: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ} أي: من كانت الدُّنيا هي غاية مطلوبه ومقصوده، ولم يكن له في الآخرة همة البتة، حرمه الله الآخرة وأعطاه نصيبه من الدُّنيا إن شاء، قال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا} [الإسراء: ١٨].
• عن أُبَي بن كعب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بشّر هذه الأمة بالسناء، والرفعة، والنصر، والتمكين في الأرض، فمن عملَ منهم عمل الآخرة للدنيا، لم يكن له في الآخرة نصيب".
حسن: رواه أحمد (٢١٢٢٠)، وصحّحه ابن حبَّان (٤٠٥)، والحاكم (٤/ ٣١١)، والمقدسي في المختارة (١١٥٤) كلّهم من طريق الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أُبَي بن كعب، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل الربيع بن أنس، فإنه حسن الحديث.
٥ - باب قوله: {ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (٢٣)}
قوله: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} أي: أني لا أسألكم على هذا البلاغ والنصح لكم شيئًا من دنياكم وأموالكم، وإنما أطلب منكم أن تكفوا شركم وإيذاءكم، لما بيني وبينكم من الرحم والقرابة، وقد جاء هذا المعنى عن ابن عباس.
• عن ابن عباس، أنه سئل عن قوله تعالى: {إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} فقال سعيد بن جبير: قربى آل محمد - صلى الله عليه وسلم -، فقال ابن عباس: عجِلتَ، إن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - لم يكن بطن من قريش إِلَّا كان له فيهم قرابة، فقال: "إِلَّا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة".
صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٨١٨) عن محمد بن بشار، حَدَّثَنَا محمد بن جعفر، حَدَّثَنَا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن طاوس، عن ابن عباس، فذكره.
٦ - باب قوله: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (٢٥)}
قوله: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ} أي: أن الله عَزَّ وَجَلَّ يعفو عن عباده ما