أي: إن عليكم ملائكة كراما كاتبين يكتبون جميع أعمالكم ويحفظونها لكم، ويشهدون بها يوم القيامة، كما جاء في الصحيح.
• عن أنس بن مالك قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فضحك، فقال:"هل تدرون مِمَّ أضحك؟ ". قال: قلنا: الله ورسوله أعلم. قال:"من مخاطبة العبد ربه. يقول: يا رب! ألم تُجِرني من الظلم؟ . قال: يقول: بلى. قال: فيقول: فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهدا مني. قال فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا، وبالكرام الكاتبين شهودا، قال: فيختم على فيه، فيقال لأركانه: انطقي. قال: فتنطق بأعماله، قال: ثم يخلى بينه وبين الكلام، قال: فيقول: بُعدا لكنّ وسُحقا. فعنكُنّ كنتُ أناضل".
صحيح: رواه مسلم في الزهد والرقائق (٢٩٦٩) عن أبي بكر بن النضر بن أبي النضر، حدثني أبو النضر هاشم بن القاسم، حدثنا عبيد الله الأشجعي، عن سفيان الثوري، عن عبيد المكتب، عن فضيل، عن الشعبي، عن أنس بن مالك، فذكره.
وهذا كقوله تعالى:{لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}[غافر: ١٦] وقوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}[الفاتحة: ٤] وقد جاء في الصحيح.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أنزل عليه {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}[الشعراء: ٢١٤]"يا معشر قريش! اشتروا أنفسكم من الله، لا أغني عنكم من الله شيئا. يا بني عبد المطلب! لا أغني عنكم من الله شيئا. يا عباس بن عبد المطلب! لا أغني عنك من الله شيئا. يا صفية عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -! لا أغني عنك من الله شيئا. يا فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -! سليني بما شئت، لا أغني عنك من الله شيئا".
متفق عليه: رواه البخاري في الوصايا (٢٧٥٣)، ومسلم في الإيمان (٢٠٦) كلاهما من حديث الزهري، قال: أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: فذكره. وفي هذا المعنى أحاديث أخرى، وهي مذكورة في تفسير سورة الشعراء.