للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأما حديث أبي ذر فذهب بعض أهل العلم إلى نسخه بحديث أبي سعيد وهو ضعيف رواه أبو داود (٧١٩) وغيره عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يقطع الصلاة شيء، وادرؤا ما استطعتم، فإنما هو شيطان" وفيه مجالد بن سعيد الهمداني وهو سيء الحفظ.

وفي الباب عن ابن عمر وأبي هريرة عند الدارقطني، وجابر عند الطبراني في "الأوسط"، وأبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" وهي كلها ضعيفة لا تنتهض للاحتجاج بها.

ومع هذا ذهب إلى النسخ الطحاوي وابن عبد البر وغيرهما.

ومنهم من جعل أحاديث القطع ضعيفةً، وجعل ما يخالفها أقوى وأثبت. ذهب إليه الإمام الشافعي وقوَّى هذا الرأي في كتابه "اختلاف الحديث".

ومنهم من ذهب إلى التأويل مثل الخطابي فقال: "وقد يحتمل أن يتأول حديث أبي ذر على أن هذه الأشخاص إذا مرت بين يدي المصلي قطعتْه عن الذكر، وشغل قلبَه عن مراعاة الصلاة، فذلك معنى قطعها للصلاة، دون إبطالها من أملها حتى يكون فيها وجوب الإعادة" "معالم السنن".

[٤ - باب الصلاة خلف النائم]

• عن عائشة قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُصلي، وأنا راقدةٌ معترضةً على فراشه، فإذا أراد أن يوتر أيقظني فأوترتُ.

متفق عليه: رواه البخاري في الصلاة (٥١٢)، ومسلم في الصلاة (٢٦٨/ ٥١٢) كلاهما من حديث هشام، عن أبيه، عن عائشة فذكرت مثله. ولحديث عائشة طرق أخرى بعضها سبق ذكرها.

٥ - بابُ كراهية الصلاة خلف النائم

• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نُهيتُ أن أُصَلِّي خلف المتحدِّثين والنِّيام".

حسن: رواه الطبراني في الأوسط" "مجمع البحرين" (٧٤٧) عن محمد بن الفضل السقطي، ثنا سهل بن صالح الأنطاكي، ثنا شجاع بن الوليد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكر الحديث.

قال الطبراني: "لم يرو عن محمد بن عمرو إلَّا شُجاع، تفرد به سهل.

قلت: لا يضرُّ تفرُّدُ سهل بن صالح وهو: ابن حكيم الأنطاكي، أبو سعيد البزار، فقد وثَّقه أبو حاتم وغيره.

ولكن قال الهيثمي في "المجمع" (٢/ ٦٢): "فيه محمد بن عمرو بن علقمة، اختلف في الاحتجاج به".

قلت: محمد بن عمرو بن علقمة الليثي روى له البخاري مقرونًا بغيره، ومسلم في المتابعات قال الذهبي: "شيخ مشهور حسن الحديث، مكثر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وقد أخرج له

<<  <  ج: ص:  >  >>