واللفظ لأحمد ولم يذكر أبو داود لفظه.
والحسن لم يسمع من جابر بن عبد الله كما قال ابن معين، وابن المديني، وأبو زرعة وغيرهم.
وأما ما رواه ابن ماجه (٣٢٩) من طريق محمد بن يحيى، حدثنا عمرو بن أبي سلمة، عن زهير قال: قال سالم: سمعت الحسن يقول: حدثنا جابر بن عبد الله فذكر جزء منه.
فالظاهر أنه خطأ فإن سالما هذا هو الخياط وكان يخطئ لا سيما في صيغ الأداء كما بين ذلك أبو حاتم الرازي وابن حبان، والراوي عنه زهير بن محمد التميمي روى عنه أهل الشام مناكير حتى قال أحمد: كأن زهيرا الذي يروي عنه الشاميون آخر، وقد روى عنه هذا الحديث عمرو بن أبي سلمة، وهو دمشقي شامي.
[٨ - باب الإسراع في المشي دون السعي]
• عن جابر بن عبد الله: شكا ناس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المشي، فدعاهم وقال: "عليكم بالنسلان" فنسلنا، فوجدناه أخف علينا.
صحيح: رواه إسحاق بن راهويه - المطالب (٢٠١٠)، وصحّحه ابن خزيمة (٢٥٣٧)، والحاكم (١/ ٤٤٣) كلهم من طريق روح بن عبادة، حدثنا ابن جريج، حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم".
قوله: "النسلان" مصدر نسل، وهو الإسراع في المشي دون السعي.
[٩ - باب استحباب التعجيل في الرجوع إلى الأهل بعد قضاء الحاجة من السفر]
• عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه، فإذا قضى أحدكم نهمته من وجهه، فليعجل إلى أهله".
متفق عليه: رواه مالك في الاستئذان (٣٩) عن سُمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره. ورواه البخاري في العمرة (١٨٠٤)، ومسلم في الإمارة (١٩٢٧) كلاهما من طريق مالك به مثله.
قوله: "نهمته" أي حاجته.
قوله: "من وجهه" أي من مقصده.
[١٠ - باب ما جاء في كراهية السفر وحده]
• عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده".