للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن عمرو فذكره. انظر للمزيد كتاب القدر.

النور: هو كتاب اللَّه الكريم، والظلمات هي الجها لات والضلا لات. وقد ضرب اللَّه أمثلة كثيرة في كتابه العزيز، فقال: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (١٩) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (٢٠) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (٢١) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (٢٢) إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (٢٣)} [سورة فاطر: ١٩ - ٢٣] وغيرها من الآيات.

٢٦ - باب قوله: {وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (١٣٧)}

قوله: {شُرَكَاؤُهُمْ} أي شياطينهم الذين زين لهم قتل أولادهم عموما خشية فقرهم عموما، وقتل بناتهم خصوصا؛ لقوله تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (٥٨)} [سورة النحل: ٥٨]. وقد حذر اللَّه من قتل البنات، فقال: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (٨) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (٩)} [التكوير: ٨ - ٩]. ولا يزال هذا العمل الشنيع جاريا حتى اليوم في كثير من البلدان بالإجهاض بدون سبب شرعي.

٢٧ - باب قوله: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (١٤٠)}

• عن ابن عباس قال: إذا سرّك أن تعلم جهل العرب، فاقرأ ما فوق الثلاثين ومئة في سورة الأنعام {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} إلى قوله {قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ}.

صحيح: رواه البخاريّ في المناقب (٣٥٢٤)، عن أبي النعمان، حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بِشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: فذكره.

٢٨ - باب قوله: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}

كان أهل الجاهلية من المشركين يحرمون أشياء، ويحلون أشياء. فأخبر اللَّه تعالى نبيه بأن يُعلن لهم بأني لا أجد من الحرام إِلَّا ما أوحي إلي في هذه الآية الكريمة.

هذا بالنسبة لأهل الجاهلية الذين كانوا أحلوا الميتة والدم المسفوح وما ذيح على الأوثان والأنصاب. وأما بالنسبة للمسلمين، فقد حرم عليهم علاوة على هذه ما ذكر في [سورة المائدة:

<<  <  ج: ص:  >  >>